خبير سياسي: الأردن يلمس مغبة أفعاله وبدأت نيرانه ترتد عليه
Feb ٠٥, ٢٠١٥ ٠٢:١٣ UTC
توعد ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش تنظيم "داعش" برد قاس، مؤكداً أن دم الطيار الأردني لم يضيع هدراً. حول تداعيات إعدام الكساسبة على يد تنظيم "داعش" الارهابي حاورنا الخبير والمحلل السياسي الدكتور امين حطيط.
المحاور: بعد تأييد الفلم الذي بثه تنظيم "داعش" حول مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة عمان تقتص له وتعدم إرهابيين كانا لديها. كيف يمكن قراءة حيثيات هذا الحدث؟
حطيط: الكل يعلم أن التنظيم الارهابي "داعش" هو تنظيم أنشأته أمريكا لتنفيذ سياستها بشكل عام وللإساءة للاسلام بشكل خاص وإقدام هذا التنظيم على تنفيذ هذا القتل بهذه الطريقة الوحشية والبشعة والخارجة عن كل الأصول وخارج القواعد الشرعية الاسلامية وخارج القانون الدولي من شأنه كما يتوخاه قائلوه أن يثير الرعب وأن يمنع الآخرين من الاستمرار في محاربة "داعش". أما بالنسبة لردة الفعل الأردنية أعتقد أنها ردة فعل في محلها القانوني خاصة وأن الشخصين اللذين أعدما خضعا لمحاكمة لدى المحاكم الأردنية وحكم عليهما بالإعدام منذ تسع سنوات واذا كان هناك مسعى لحمل الأردن على عدم تنفيذ حكم الاعدام، لكن ردة الفعل الشعبية سرعت التنفيذ وهو موافق للقانون الأردني. أما في التقييم العام فنحن نجد أن الأردن الذي سهل بطريقة او بأخرى إيجاد وتدريب العناصر الارهابية من الذين إلتحقوا بـ"داعش" او "جبهة النصرة" او سواهما بدأ يلمس الآن مغبة أفعاله ويرى أن خياره في دعم الارهابيين لقتال الحكومة السورية كان خياراً خاطئاً وبدأت نيرانه ترد عليه والأمر مستقبلاً قد يكون أدهى من مجرد اعدام احد الطيارين.
المحاور: الدكتور امين حطيط، الملك الأردني ترأس اجتماعاً أمنياً لبحث الخيارات لمواجهة تنظيم "داعش". نظراً للظروف القائمة وخاصة الميدانية منها كيف ترى أبعاد الرد الأردني؟
حطيط: أنا أخشى أن يكون الأردن قد وقع في الفخ الذي نصبته امريكا له فهذا الفخ كان من اجل إستفزاز الأردن لجعله ينخرط أكثر في العمل ضد الارهابيين في سوريا وأخشى أن يكون ما قاله ملك الأردن أنه الآن سينخرط أكثر في الإستجابة للمطالب الأمريكية وأن يفتح حدوده للعمل البري ضد سوريا ويكون بذلك قد وقع في الفخ كلياً ويكون الأمريكي قد إقتاد الأردن بهذه العملية التي يكون قد خطط لها بإحكام مع "داعش"، وبهذا يكون الأمريكي قد وصل الى اهدافه وجر الأردن الى أتون النزاع والمجاهرة في حربه في الداخل السوري.