خبير سياسي: العقوبات الاقتصادية تأتي للانتقام من روسيا على مواقفها
لوحت قمة الدول السبع الصناعية بعقوبات جديدة على روسيا فيما خرجت تظاهرات في ألمانيا تندد بسياسات هذه المجموعة وتتهمها بنهب ثروات وحقوق الشعوب. لقراءة هذه المعطيات حاورنا الخبير السياسي الدكتور محمود محمد.
المحاور: الدكتور محمود محمد، ما معنى تلويح الدول الصناعية السبع بمزيد من العقوبات على روسيا وما هي دلالات مثل هذه المواقف؟
محمد: هذه الدول بالتأكيد تقع تحت تأثير الدول التي تشن العدوان على روسيا وتريد ليّ ذراع الدولة الروسية من خلال العقوبات الاقتصادية التي فشلت سابقاً وتمكن الروس من الخروج من الضائقة الاقتصادية، نعم عجز الاقتصاد الروسي وكانت هناك خسائر للاقتصاد الروسي بشكل واضح ولكن تمكن القادة الاقتصاديون من تجاوز هذه العقوبات وبدأت حالة التوازن تعود الى الاقتصاد الروسي وتميل الكفة الى الربح. بالتأكيد هذا الاجتماع يراد منه البحث عن وسائل وسبل جديدة يلوحون فيها بعقوبات على القيادة الروسية لتتراجع امامهم في المسألة الأوكرانية وليتمكنوا من التوغل أكثر ومحاصرة روسيا.
المحاور: الدكتور محمود محمد، بالمقابل سجلت تظاهرات مناوئة لاجتماع الدول السبع الصناعية. الى ماذا تؤشر مثل هذه الاحتجاجات وهذه التظاهرات؟
محمد: الألمان كانت علاقتهم الاقتصادية بروسيا ممتازة، وكانت لها استثمارات بمليارات الدولارات ويحقق الألمان أرباحاً كبيرة ولكن يبدو أن ميركل حاولت أن تجاري الساسة الأوروبيين في هذا المجال فالخاسر الأكبر هو الشعب الأوروبي سواء كان الألمان او الفرنسيين او البريطانيين. هذا الأمر يقع كما قلت في اطار الانتقام من روسيا على مواقفها التي تريد من خلالها أن ترسي أساساً جديداً لنظام الدول الجديد الذي لا يقوم على الهيمنة والسيطرة. هي تريد أن تأخذ قرارات سياسية تمكن الشعوب من أن تتحرر وفق القانون الدولي لكن هذه الدول الاستعمارية سياساتها لا تؤذي فقط شعوب العالم بل تؤذي حتى شعوبها ونحن نعلم أن الشعوب في البلدان الامبريالية تتعرض للإستغلال مثلما تقوم الشركات الامبريالية باستغلال الضعفاء في العالم في الدول الضعيفة فسياسة الحصار وسياسة الاحتكار والكيد السياسي والمؤامرات السياسية والعقوبات الاقتصادية هي أحرى بالامبريالية الغربية، تكتوي بنارها شعوب العالم ومنها الشعوب الأوروبية نفسها.