خبير علاقات دولية: تناقض في المواقف السعودية بشأن اليمن
Jun ١٩, ٢٠١٥ ٢٣:٢٣ UTC
أفادت مصادر خبرية من جنيف بأن التوصل لاتفاق على هدنة طويلة الأمد تمهد لحوار بين مختلف الأطراف اليمنية وصولاً الى عملية إنتقال سياسي شامل. لمزيد من المعطيات حاورنا الخبير بالعلاقات الدولية السيد طارق إبراهيم.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، إلى ماذا تعزون مواصلة السعودية عدوانها على اليمن رغم حلول شهر رمضان واستهدافها المدنيين وبأسلحة فتاكة؟
إبراهيم: في الواقع أن دولة مثل السعودية ليس لديها محرمات في أي شهر من الشهور، تاريخ السعودية الوهابية كانت تهاجم المدن المقدسة وتدمرها إبان الشهر المحرم يعني لو عدنا الى تاريخ المملكة خصوصاً أواسط القرن الماضي لوجدنا ان الجيش الوهابي هاجم مكة وهاجم الأماكن المقدسة في العراق ودمرها وكان هناك الآلاف من الحجيج وقتلهم. بالتالي هذا دأب المملكة العربية السعودية ولا تأخذ بعين الاعتبار أن هناك موسماً دينياً او شهراً محرماً لأنها بالاساس تعتبر كافة الجماعات غير الوهابية هي جماعات ارهابية يجوز قتلها حتى في شهر محرم وشهر رمضان. هنا لا نعول أبداً على السعودية او ما تدعيه من اخلاقية اسلامية لأن من يعرف تاريخ هذه الدولة يدرك أن الوهابية بعيدة كل البعد عن المفاهيم الاسلامية إضافة الى أن التراث السعودي هو تراث قتل، تراث تدمير فمن هنا لا أعتقد أن شهر رمضان سيكون عائقاً امام العقائدية السعودية التكفيرية المذهبية، وبالتالي ما حصل يوم امس واليوم من قصف لمدن اليمن في اول شهر رمضان يؤكد هذه المقولة، لأن السعودية لا تأخذ بعين الاعتبار أي مفهوم ديني او إيديولوجي او اسلامي او حتى اخلاقي.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، الموقف السعودي مازال متناقضاً اتجاه الهدنة في اليمن، الى ماذا تعزون هذا التناقض؟
إبراهيم: هناك تناقض في الموقف السعودي، وراء الكواليس تسعى السعودية من أجل إبرام اتفاق يأخذ طابعاً دولياً لرفع بعض المعنويات السعودية خصوصاً وأنها لم تستطع أن تحقق أي إنجاز ميداني، وكانت آخر نكسة للنظام السعودي هو التطور الذي حصل في الجوف حينما إستولت الجماعات اليمنية، أنصار الله والجيش اليمني على عاصمة الجوف وطردوا كافة القوى التكفيرية منها، وبالتالي تم إسقاط المشروع السعودي لإقتحام صعدة من خلال مأرب. أعتقد أن السعودية التي تحاول من خلال دبلوماسيتها مرة في موسكو ومرة في قطر عبر محمد بن سليمان مباشرة ولأن السعودية لحد الآن لم تحصل على مواقف دولية واضحة، لم تحصل على ما تريده من جائزة عن هذه الحرب العدوانية.