محلل سياسي: شباب الانتفاضة يطالب بتصحيح المسار السياسي الفلسطيني

في إطار انتفاضة القدس التي تتواصل في مختلف المدن الفلسطينية، شهدت الضفة الغربية مسيرة غضب نظمها شبابها ضد إصرار الاحتلال على احتجاز جثامين أحد عشر شهيداً بحجة أنهم نفذوا عمليات طعن ضد المحتلين. نتوقف عند هذه التطورات حاورنا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فائز أبو شمالة.

المحاور: الدكتور فائز أبو شمالة، رغم ما يقال عن عفوية انتفاضة القدس إلا أن الانتفاضة أكثر وقعاً على كيان الاحتلال الصهيوني. كيف تعلقون؟

أبو شمالة: نحن مع هذه العفوية التي تلتقي في النهاية مع مواجهة الاحتلال وبغض النظر عن الراعي او المؤيد او المعارض لهذه الانتفاضة، في النهاية نحن أمام شباب فلسطيني يواجه "اسرائيل"، ماذا يطلب هذا الشباب الفلسطيني؟ أول شيء سيطلب هو تصحيح المسار السياسي الفلسطيني على طريق محاربة العدو "الاسرائيلي" وتحرير فلسطين. الأمر يحتاج الى مراحل ويحتاج الى سنوات ويحتاج الى إعدادات. لكن هذه الخطوة الأولى بدأها الشباب. في تقديري أن هذا الشباب المنتفض هو الذي سيفرز قيادته وسيفرز القيادة الفلسطينية الجديدة والمناسبة للمرحلة القادمة لأننا لا يمكن أن نقع في الخطأ مرتين وأن ندعي أننا سنأخذ نتائج إيجابية بذات الأدوات وذات الوسائل وذات القيادة، نحن الآن امام مرحلة جديدة وشباب جديد وأمل جديد ايضاً.

المحاور: الدكتور فائز أبو شمالة، وماذا عن تنصل نتنياهو من وعوده في عمان رغم أن اتفاق عمان مكرس لصالحه تحديداً؟

أبو شمالة: ورائع أنه تنصل، ورائع أنه لم يلتزم لأن هذا الاتفاق فيه تهويد للقدس وهذا مؤشر على أن اليهود لا يكتفون بجزء من الحرم المقدس، اليهود يريدون الكل وكما لخصت مريغيل وهي عضو كنيست من حزب الليكود وهي تشغل منصب وزير، لخصت الأمر وقالت نحن لا نريد في هذه المرحلة، لا أن نهدم الأقصى ولا أن نمنع الفلسطينيين من الصلاة فقط نريد أن نزور ونريد أن نصلي في هذه المرحلة. اذاً لديهم خطوات أخرى لمراحل قادمة. الاتفاق الذي وقع مع الأردن اتفاق مهانة ومذلة للعالم العربي والاسلامي برمته فهو اتفاق يخول "اسرائيل" بأن تكون صاحبة الولاية والاشراف على الأقصى، أن تسمح للمسلمين بالصلاة وقتما شاءت وأن تسمح لليهود بالزيارة مع وجود كاميرات المراقبة التي ستكون تحت إشراف المخابرات "الاسرائيلية". اذاً هذا الاتفاق يعطي لـ"إسرائيل" الصلاحية لأن تحكم الطوق على المقدسات الاسلامية.