محلل سياسي: ما حصل في مالي إرهاب دولي يجب التكاتف لمحاربته
-
مسلحون اقتحموا فندقاً ضخماً في عاصمة جمهورية مالي
إقتحم مسلحون فندقاً ضخماً في عاصمة جمهورية مالي وأطلقوا نيران رشاشاتهم واحتجزوا أكثر من مئة شخص رهائن في عملية أدت إلى مقتل أكثر من اثنين وعشرين شخصاً على الأقل. حول هذا الموضوع وارتباطه بالهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا حاورنا المحلل السياسي السيد طارق إبراهيم.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، في أي اطار يمكن وضع الهجوم الارهابي في جمهورية مالي، هل هو تكملة لهجمات باريس أم أنه منفصل عنها؟
ابراهيم: في السياق العام هو جزء من مشروع عالمي بدأ من لبنان، فرنسا، مالي وهناك أحداث يومية تحدث في اليمن، في سوريا. هي من مشروع ارهابي عام. ما حصل (أمس) في مالي والتدخل الفرنسي المباشر العسكري في هذا السياق يؤكد أن ذلك له علاقة بخلايا مشتركة بين باريس وافريقيا ونحن نعرف أن "داعش" والقاعدة وتطرف الارهاب التكفيري في المنطقة منتشر على سواحل البحر المتوسط في منطقة القرن الأفريقي وصولاً الى أوروبا الغربية. اليوم تؤكد الأحداث أن هذا الارهاب هو ارهاب دولي ويجب أن تتكاتف ضده جميع الأطراف المعنية لمحاربته. ما حصل في مالي يؤكد مجدداً ضرورة أن تتنبه كافة القوى التي سبق وأن سمحت لهذا الارهاب او غضت الطرف عنه أن تقدم ما يثبت فعلاً براءتها على الأقل الأخلاقية من دعم هذه الجماعات. أعتقد ما حصل في باريس يؤدي الى مرحلة قادمة وأعتقد أن ما حصل اليوم في مالي قد يتكرر في أي عاصمة أفريقية او عربية او اوروبية.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، سلسلة الاجراءات التي اتخذتها فرنسا والدول الأوربية هل ستتمكن من إيقاف الهجمات الارهابية أم أنها ستحد منها او تؤجلها فقط؟
ابراهيم: اليوم ما يحصل في اوروبا هي إجراءات أمنية بحتة لكن الإجراءات الحقيقية يجب أن تطال الملاذات الآمنة لهذه الجماعات في باريس، في أمريكا وفي بريطانيا وفي أي دولة اوروبية ايضاً. هناك مراكز ومؤسسات دينية ارهابية تكفيرية تعمل بشكل علني، هناك محرضون، هناك دعاة وهناك رجال دين مازالوا يخرجون على وسائل الإعلام الأوروبية يحرضون ويدعون للقتل. أعتقد انه لا تكفي الإجراءات الأمنية في أوروبا، على أوروبا أن تأخذ إجراءت أكثر من ذلك باتجاه إغلاق كافة المؤسسات الدينية وما تسمى بالمؤسسات الثقافية والمؤسسات التعليمية، هذه المؤسسات التي ماتزال تشجع يومياً على القتل والارهاب.