محلل سياسي: الارادة الدولية أمام إختبار لإتفاق وقف إطلاق النار بسوريا
(last modified Wed, 24 Feb 2016 01:44:54 GMT )
Feb ٢٤, ٢٠١٦ ٠١:٤٤ UTC
  • جنود من الجيش السوري
    جنود من الجيش السوري

أعلنت دمشق موافقتها على تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي بوقف العمليات القتالية في سوريا متمسكة بحق الرد على أي خرق من الجانب المقابل. لتسليط المزيد من الأضواء على الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا إبتداءاً من السبت المقبل وقراءة إعلان أنقرة عدم تفاؤلها بهذا الاتفاق حاورنا المحلل السياسي السيد مازن بلال.


بلال: ليس جديداً على تركيا إطلاق مثل هذه التصريحات، على ما يبدو حتى اللحظة لا تستطيع إنجاز مخرجاً واضحاً لهذا السيناريو رغم القبول التركي، لكن حتى اللحظة غير واضح بالنسبة الى ما سيؤدي على الأقل على المستوى السياسي. هي تنظر بعين الريبة لهذا الموضوع لأنه في النهاية سيؤدي الى حصر المجموعات المسلحة وربما إيجاد خرق حقيقي لها على المستوى السياسي. علينا أن نكون حذرين من التصريحات في هذه الأيام، الإختبار الحقيقي لهذا الاتفاق سيكون يوم السبت، بالتالي الكل متحمس لهذا الموضوع، بعضهم رغم قبوله لكنه يراه مرضياً له. هذه صورة إجمالية وليس فقط لتركيا، أتوقع بعض الفصائل على الأخص في الجنوب السوري، الفصائل العسكرية لا ترى هذا الأمر مريباً بالنسبة لها لأنه سيضعها أمام إحراج حقيقي بالنسبة لمسار الحل السياسي. لاأرى ثغرات في هذه النقطة، المشكلة الأساسية هي تداخل الجبهات وتداخل الفصائل المسلحة في المنطقة. نحن نعرف بأن هناك مزيج بين النصرة وعدد كبير من الفصائل، ما يحتاجه هو عملية التطويق يعني إجراء حقيقي. ما هي الجهة التي ستقرر، هل تم خرق إطلاق النار أم لم يتم خرقه؟ بتصوري مسألة المراقبين على الأرض هي الأساس في هذه اللحظة، لكن تطبيقه على الأرض سيجلب معرقلات في البداية، المعنى السياسي له هو الأهم، المعنى السياسي هو الإقرار بالتوافق الروسي الأمريكي في إنهاء الأزمة السورية وإنهاء الاشتباك الاقليمي إن صح التعبير. الاتفاق يحقق فك الاشتباك الاقليمي الموجود على الأرض السورية لكن الحرب لن تتوقف لأن الفصائل الارهابية لاتزال موجودة. بالتالي نحن أمام مرحلة إختبار لهذا الإتفاق إبتداءاً من السبت وبتصوري ان الارادة الدولية ايضاً هي في مرحلة إختبار. كان التوازن العسكري ينجح ويميل بإتجاه الجيش السوري والقوات الحليفة اضافة الى جهة روسيا تحديداً، منذ شهر تقريباً تحاول تحقيق هذا الواقع لكن كان الأمر يتعقد ويتعثر من جهات إقليمية إن صح التعبير. تركيا لم تكن ترضى، السعودية لم تكن ترضى، بالتالي الآن بدأنا نشهد مثل هذه الإنفراجات خاصة بعد أن وضعت عناوين أساسية لحل الأزمة السورية إلا أن التعثر كان نتيجة عدم وجود تطورات لدى بعض القوى الاقليمية خاصة تركيا بشأن ماذا يمكن أن يحدث بعد إيقاف إطلاق النار والدخول في الحل السياسي.