محلل سياسي سوري: الحرب حسمت استراتيجيا في تدمر

قالت مصادر عسكرية سورية إن الجيش السوري بات قريباً من تحرير مدينة تدمر بعد القضاء على آخر التجمعات الإرهابية في تلة عرين قرب بلدة التمثيل شمال غرب المدينة. حول إنجازات الجيش السوري وتقدمه في تدمر حاورنا الباحث والمحلل السياسي الدكتور حسن حسن.

حسن: بكل تأكيد عندما نتحدث عن عمليات منذ عدة أيام وتقدم الجيش على تلال استراتيجية بخاصة تلة منير وتلة التسعمئة نتحدث عن الاقتراب عن القلعة الأثرية، هذا إن دل على شيء فيدل على أن ما تبقى من إعلان تطهير تدمر قد يكون مسألة وقت ليس إلا، الأمر الاخر الذي يجب التوقف عنده هنا هو فرار مجاميع ما تبقى من الدواعش وأسرهم وعوائلهم قبل فترة بإتجاه مناطق اخرى فهذا يدل على مدى الرعب النفسي، يدل على تآكل ارادة القتال، وعندما نتحدث عن تآكل ارادة القتال في أية حرب فهذا يعني أن الحرب قد حسمت على المستوى الاستراتيجي في هذه المنطقة وخاصة عندما يكون أحد الأطراف قد إعتاد على إمتلاك ارادة قتال مرتفعة جداً، ما يميز الداء الميداني لهذه المجاميع المسلحة. وبشكل أساسي الاستعداد الدائم للموت وبالتالي عندما يتم مواجهة من هو آتي للموت ويستطيع الأداء الميداني أن ينتقل بهذه الصورة، من صورة الانتحاري الذي يأتي ليموت الى صورة من يفر من مواجهة رجال جيش على الأرض وبغطاء جوي. من يتابع أحاديث واشنطن لا يمكن على الاطلاق أن يمر يوم واحد فيما يتعلق بالتصريحات التي تخص هذه الحرب الدائرة والمفروضة على الدولة السورية إلا وهناك تناقضات في التصريحات الأمريكية، إما أن هذا المسؤول يناقض هذا المسؤول او أن مسؤولاً واحداً يعطي في الصباح تصريح وفي المساء تصريح آخر. هذا إن دل على شيء فيدل على مدى وصول واشنطن الى يقين بأن قدرة الدولة السورية ومن يقف مع سوريا من حلفاء واصدقاء قد أصاب رأس المشروع التفكيكي للمنطقة وبالتالي هذا التناقض وهذا الارتباك إن دل على شيء فيدل على عدم وضوح مطلق.