محلل سياسي: تحرير الرطبة انتصار استراتيجي مهم للقوات العراقية

تمكنت القوات العراقية من تحرير قضاء الرطبة بالكامل وقتل العشرات من الارهابيين ورفع العلم العراقي على قائم مقامية القضاء. الى جانب آخر تعرضت العاصمة العراقية بغداد لعدة إنفجارات طالت مدينة الصدر ومنطقة الشعب ومنطقة الرشيد الجنوبي وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مئة وثمانين شخصاً. للوقوف على تطورات الساحة العراقية سياسياً وأمنياً حاورنا الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور خالد العرداوي.

العرداوي: تعرفون الآن الأجهزة الأمنية العراقية تحقق إنتصارات كبيرة على تنظيم داعش الارهابي والتنظيمات الارهابية المتحالفة معه. وهذه الانتصارات لا تقتصر على العراق بل هناك إنتصارات تحصل على هذا التنظيم في سوريا وهناك ضغط في جبهات القتال على هذا التنظيم، لذلك يحاول هذا التنظيم الآن تخفيف هذا الضغط من خلال خلق ضغوط أمنية داخل العاصمة العراقية وفي المحافظات الأخرى. بالتالي هناك ترابط كبير بين ما يحصل في جبهات القتال وبين ما يحصل في العاصمة وبقية المدن العراقية من عمليات ارهابية. أتوقع ايضاً أن ما يساعد التنظيم حالياً على أن يقوم بهذه العمليات هو المأزق السياسي الذي تمر به الحكومة العراقية سواء في داخل السلطة التنفيذية او السلطة التشريعية. تناقض المواقف بين القوى السياسية وبين المؤسسات الدستورية يؤثر كثيراً على أداء الأجهزة الأمنية وبالتالي يحقق هذه الحالة وهذه السلسلة الكبيرة من التفجيرات التي نعتقد أنها ستتصاعد في المستقبل بفعل هذين الملفين، الملف الأمني والملف السياسي. أنتم تعرفون أن الرطبة هي موقع استراتجي مهم جداً، يسيطر على المناطق الدولية مع سوريا ومع الأردن، اذا ما تم تحرير الرطبة سيكون الطريق الدولي سالماً الى داخل الرمادي والى بقية مناطق العراق من الأردن ومن سوريا. هذا الموقع الاستراتيجي بالاضافة الى أنه نقطة إمداد مهمة لمناطق داعش الأخرى فنعتقد أن الرطبة انتصار استراتيجي مهم في سلسلة الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي على تنظيم داعش. داعش يحاول بشتى السبل الآن التأثير على مسار العمليات العسكرية ويحاول أن يضغط من خلال التفجيرات داخل المدن.