محلل سياسي: امريكا تريد سلب النصر على داعش من العراقيين

رفضت فصائل الحشد الشعبي العراقي تصريحات وزير الحرب الأمريكي أشتون كارتر بشأن إرسال خمسمئة وستين جندياً امريكياً للمشاركة في تحرير مدينة الموصل العراقية.

حول التواجد الأمريكي في العراق بحجة المشاركة في تحرير الموصل من سيطرة جماعة "داعش" الارهابية نستمع الى الحوار التالي مع المحلل السياسي الدكتور عدنان السراج.

 

السراج: واضح جداً أن الولايات المتحدة الأمريكية في تغيير مستمر لنهجها وسياستها تجاه العراق، وهذا التغيير ينسجم دائماً مع جملة من المعطيات على الأرض. منذ البدء في محاربة داعش لم يكونوا بالمستوى المطلوب لدعم العراق او على أقل تقدير لتشجيعه على محاربة "داعش"، كانوا يطلقون التصريحات بأن العراقيين غير قادرين على تنفيذ أي عمليات ضد "داعش" وإعادة هيكيلية الجيش والقوات المسلحة تحتاج الى من 10 الى 30 سنة. خلال المعارك التي انتصر فيها الجيش العراقي لن يكن للإمريكان إلا الدور المحبط للآمال وعمليات التحريض، وكانوا يساهمون مساهمة غير ايجابية في السياسات العامة للدولة في محاربة "داعش" وإثارة نوع من التوترات الطائفية في المدن التي تم تحريرها في تكريت وفي الفلوجة. اليوم وبعد أن انتصر الجيش العراقي  والحشد الشعبي ووصلوا الى القيارة وهم في طريقهم الى الموصل، أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تسلب هذا النصر وتجعله في قرار واضح عالمي بأن امريكا هي التي ساعدت في ذلك اضافة الى ذلك وجودها سيكون جزءاً من التكتيكات التي ترمي الى إثارة نوع من التوترات داخل المنظومة العسكرية العراقية لمشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل. الولايات المتحدة الأمريكية تريد حشر نفسها في مسألة الموصل لأنها تعتقد أن مسألة تحرير الموصل والوجود الأمريكي سيكون ضمن توافقات دولية، بعد إندحار "داعش" سيكون هناك تدخلاً مستقبلياً للولايات المتحدة الأمريكية مع دول اخرى من أجل وضع بعض السياسات للمنطقة في المستقبل. هذا هو الهم الرئيسي للتواجد الأمريكي في المنطقة اضافة الى ذلك العراقيون لن يطلبوا مساعدة امريكية، كل العراقيين مدعوين للمشاركة في هذه المعركة وهي معركتهم وفعلاً هم يتسابقون للمشاركة وليس هناك أي مانع لأن يشارك أي فصيل او أي جزء من العراقيين في محاربة داعش وهذا حقهم المشروع وأعتقد أن الولايات المتحدة تدرك هذه الرسالة وتدرك أن الحشد الشعبي هو جزء مهم من عملية تحرير الموصل خصوصاً في مناطق سهل نينوى ومناطق تلعفر وفي الحمدانية وغيرها، تتواجد فيها العديد من المناصرين والمؤيدين للحشد الشعبي وعلى العكس من ذلك هم أصلاً لا يثقون بالقوات الأمريكية ولا تركية ولا أي تصرف آخر من قبل الجهات السياسية الأخرى التي تريد التحكم بعملية تحرير الموصل.