الفراشات تستخدم بوصلة مغناطيسية في هجرتها إلى أمريكا
Jun ٢٦, ٢٠١٤ ٠٥:٠٣ UTC
كشف علماء أن الفراشات الملكية تستخدم بوصلة مغاطيسية في تحديد اتجاهها خلال هجرتها المذهلة التي تقطع خلالها آلاف الكيلومترات عبر أمريكا الشمالية.
وفي تجربة مختبرية، غيرت هذه الفراشات من اتجاهها حينما جرى تغيير المجال المغناطيسي من حولها.
وبحسب دراسة نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، تظهر هذه التجربة أن الفراشات لديها بوصلة مغناطيسية أرضية مثل السلاحف والطيور.
وتثير هذه النتائج مخاوف من احتمال شعور الفراشات بالانزعاج بسبب "الضوضاء" المغناطيسية التي تصدر عن البشر، والتي على الأرجح قد تزعج أيضا طائر أبو الحناء الأوروبي.
وتشتهر الفراشة الملكية التي تحمل اسم "دانوس بلكسيبوس" في أمريكا الشمالية برحلتها الملحمية من كندا إلى المكسيك.
وفي كل خريف، وبالرغم من أنها لم تحلق مطلقا لأكثر من بضع مئات من الأمتار، تتجه الملايين من هذه الحشرات في رحلة عبر بحيرة "ايري" جنوبا باتجاه الغابات الأكثر دفئا في جبال "ميتشواكان".
وهناك تقضي الفراشات فترة الشتاء، وتفترش الأشجار في مشهد مذهل، يجذب آلاف السائحين.
كانت شعوب المايا القديمة تعتقد أن الفراشات تجسد أرواح الموتى، وأصبحت رمزا للتجارة والتعاون في أمريكا الشمالية.
وقال البروفيسور ستيفن ريبرت من الكلية الطبية بجامعة ماساتشوستس: "إنها دراسة بيولوجية مذهلة تشبه الأعمال الفنية، كما أنها مثيرة للاهتمام وملهمة، ويمكن أن تعلمنا أشياء مهمة عن الحيوانات المهاجرة".
ويحاول فريق ريبرت منذ سنوات حل اللغز المتمثل في كيفية حفاظ الفراشات على اتجاهها نحو خط الإستواء.
وتوصل الفريق في وقت سابق إلى أن الفراشات يمكنها تقدير اتجاه الشمس عبر جزئيات حساسة للضوء موجودة في جهاز الاستشعار الخاص بها.
ومن خلال الجمع بين هذا وبين الساعة البيولوجية الداخلية في هذه الحشرات، فإنها تشكل بوصلة شمسية يتم ضبطها ذاتيا.
لكن وحتى في وسط السحاب الكثيف، فإن الفراشات لا تضل طريقها، وهو ما يشير إلى وجود بوصلة إضافية مغناطيسية لديها.