المجس الفضائي (فيلة) يرسل صورا مثيرة عن مذنب
Aug ٠١, ٢٠١٥ ٠٥:٤٣ UTC
أوضحت نتائج بحث ان المجس الفضائي (فيلة) لم يكن أمامه متسع من الوقت لانجاز مهامه بعد ان هبط بصعوبة على سطح مذنب إلا ان المعلومات التي جمعها جعلت العلماء يعيدون التفكير في نظرتهم لهذه المذنبات.
وهبط المجس (فيلة) -وهو معمل فضائي يعادل في حجمه البراد على سطح المذنب- فى 12 نوفمبر تشرين الثاني الماضى متوجا أول انجاز تاريخي من نوعه.
وكان المجس (فيلة) -في أول محاولة للهبوط على مذنب بسرعة 135 كيلومترا في الساعة- قد قام بمناورة مبدئية لثبيت نفسه على جسم المذنب لكنه عجز عن ذلك بعد ان ارتطم بالمذنب عدة مرات.
ثم حاد المجس عن الموقع المحدد لهبوطه على سطح المذنب واتخذ موقعا ظليلا خلف صخرة ما يحول دون ان يعيد شحن ألواحه الشمسية أو ان يجري سلسلة من التجارب تستمر 57 ساعة.
وقال ستيفن أولماك مدير مشروع المجس (فيلة) في المركز الألماني للفضاء في رسالة بالبريد الالكتروني إن المحاولات التي بذلها المجس حتى الآن للتواصل لاسلكيا مع المسبار (رشيد) قد باءت بالفشل.
وقال "في الوقت الحالي يستكشف المسبار (رشيد) النصف الجنوبي من المذنب ما يحد من فرص اتصاله بالمجس (فيلة) وربما تحسنت فرص الاتصال في الثامن من اغسطس".
ويعتقد ان المذنبات ليست سوى متبقيات تخلفت عن الوحدات البنائية الأساسية التي نشأت عنها المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار سنة وربما تحمل في طياتها قرائن تهدي العلماء الى كيفية وصول الماء والمواد الكيميائية التي تكونت منها الحياة الى كوكب الارض.
ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن.
وأوضحت سبعة أبحاث وردت في دورية (ساينس) هذا الاسبوع كيفية استغلال المجس (فيلة) للوقت المخصص له لأداء مهامه.
وقالت احدى هذه الدراسات إن المجس (فيلة) أرسل اشارات لاسلكية من خلال رأس المذنب الشبيه بشكل البطة والتقطها المسبار (رشيد) على الجانب الآخر كشفت عن اسرار مثيرة للمكونات الداخلية للمذنب.
وقال بحث آخر إن الصور التي التقطها المجس (فيلة) خلال اقترابه من المذنب أوضحت ان له تكوينا غير متصل وصخورا تعكس الضوء بدرجة عالية وان عوامل النحت والتعرية لعبت دورا في تشكيل مظهر المذنب.
وفيما عجز (فيلة) عن انتزاع عينات من سطح المذنب لتحليلها أثار اقترابه موجة من الأتربة التي استقرت في نهاية المطاف على أجهزة لرصد المركبات العضوية فيما قال العلماء إنهم رصدوا 16 نوعا من المواد العضوية منها أربعة لم يكن معروفا من قبل انها ضمن مكونات المذنبات.
وأوضحت معلومات (فيلة) اكتشافات مذهلة عن تنوع سطح المذنب ويبدو ان الموقع المخصص لهبوط المجس مغطى بطبقة سمكها 25 سنتيمترا من المواد ذات الحبيبات مع وجود طبقة أكثر صلابة في الاسفل.
واشارت نتائج الابحاث وتحليل الصور الى ان المذنب مغطى بطبقة خشنة من المادة والصخور والحصى -يصل قطر بعضها الى خمسة أمتار- وليس مترسبات من الأتربة كما انه اكثر صلابة مما كان يعتقد من قبل.
ويرى العلماء ان سطح المذنب تكون جزئيا من نوع من وابل البرد الذي يحدث عندما تدفع الانبعاثات الغازية من المذنب جزيئات خشنة.
وتحت طبقة من الاتربة على سطح المذنب سمكها بضعة سنتيمترات وجدت كميات من الجليد العتيق الشبيه بذلك الموجود على الارض والذي يتبخر ثم يتجمد ثانية.
كان (فيلة) قد أجرى آخر اتصال لاسلكي مع الارض من خلال المسبار الفضائى (رشيد) في التاسع من الشهر الجاري ولم تكلل بالنجاح محاولات معاودة الاتصال به.
وفيما كان المذنب يدنو من الشمس خرج المجس (فيلة) من حالة الكمون الشهر الماضي ما أنعش الآمال بالحصول على مزيد من المعلومات من على سطح المذنب بالاستعانة بمعدات الحفر والقياس الخاصة بالمجس.
ويقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس فى 13 اب/أغسطس ما يثير أتربة قد تجعل المسبار (رشيد) يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.ويأمل العلماء بأن تساعد العينات التى سيجمعها المجس (فيلة) من المذب البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات فى الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها.
وسفينة الفضاء الاوروبية روزيتا هى الاسم الغربي تيمنا بمدينة رشيد بدلتا نهر النيل بمصر التى عثر فيها على حجر رشيد الذى فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. وفيلة اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة اسوان بصعيد مصر حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت ايضا على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.
ويدور المذنب 67 بي/تشوريموف-جيراسيمينكو حول الشمس في مدار اهليلجي يمر بين مداري كوكبي الارض والمريخ ويمتد حتى يمر بمدار كوكب المشتري.