الروبوت لحل معضلة نقص الأيدي العاملة في اليابان
Jul ٠٦, ٢٠١٥ ٠٢:٤٧ UTC
أصبح لعاملة المصنع ساتومي إيواتا زملاء عمل جدد هم فرقة من الآليين تساعد في التصدي لاثنين من أشد بواعث القلق إلحاحا في اليابان وهما نقص الأيدي العاملة والحاجة إلى النمو.
وقالت إيواتا التي تعمل بالمصنع منذ أربع سنوات "ليسوا بشريين لكن الأمر كما لو أنني أعمل مع زملاء بالغي الإتقان لعملهم."
وجلوري في صدارة الشركات اليابانية التي ترفع الإنفاق على الروبوت والتشغيل الآلي استجابة لأحدث جهود رئيس الوزراء شينزو آبي من أجل تحفيز الاقتصاد وانهاء عقدين من الجمود وانكماش الأسعار.
وفي ضوء تخوفها من الطلب الضعيف في بلد ترتفع فيه أعمار المستهلكين تعزف الشركات غير الراغبة في المخاطرة عن أخذ قروض رغم تكلفتها المتدنية بفعل سنوات من سياسات التيسير النقدي التي ينتهجها بنك اليابان المركزي. لكن الزمن بدأ يتغير على ما يبدو.
فقد زاد الإنفاق الرأسمالي 11 بالمئة في ربع السنة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار مقارنة مع الربع السابق. وإذا استمر ذلك المعدل فإنه سيتجاوز هدف آبي البالغ 70 تريليون ين هذا العام للمرة الأولى منذ انهيار ليمان براذرز في 2008.
وأظهر مسح أجره بنك اليابان يوم الأربعاء أن الشركات الكبيرة تنوي تعزيز الإنفاق الرأسمالي في السنة المالية الحالية بأسرع وتيرة في عشر سنوات.
وقال كو ناكاياما مدير قسم الإحصاءات الاقتصادية في البنك "نلحظ قيام الشركات بإنفاق المزيد لتحسين إنتاجية مصانعها أو تجديد المعدات."
وفي غضون ذلك تتأهب بالفعل الشركات التي تنتج معدات التشغيل الآلي لمزيد من المشاريع.
فشركة الروبوت الصناعي فانوك كورب ستنفق حوالي 130 مليار ين لتشييد مصنع جديد لمعدات أنظمة التحكم المحوسبة وتعتزم سوني إنفاق نحو 210 مليارات ين في السنة المالية الحالية لزيادة الطاقة الإنتاجية من مجسات التصوير.
ويأتي ذلك التغيير أيضا استجابة لأزمة نقص الأيدي العاملة في السوق اليابانية.
فالبطالة عند أدنى مستوى لها في 18 عاما إذ تبلغ 3.3 بالمئة وهو ما يرى بنك اليابان أنه يكاد يكون توظيفا كاملا في حين أن الوظائف الشاغرة عند أعلى مستوياتها في 20 عاما وسط تعافي الاقتصاد.
وبلغ نقص الأيدي العاملة حدا دفع أجينوموتو للصناعات الغذائية إلى تطوير خطوط إنتاجها التي يبلغ عمرها 40 عاما لتبسيط عملية تعبئة مرق الحساء والمشروبات الرياضية.
وقال أكيهيكو إيبيساوا المدير في قسم المنتجات الغذائية بالشركة "واجهنا صعوبات حقيقية في توظيف عمال مؤقتين في العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة وبخاصة من يستطيعون العمل لنوبات مسائية أو القيام بأعمال شاقة.. لم نستطع المواصلة بدون استثمار."
وتأمل أجينوموتو أن تتيح الاستثمارات تشغيل خطوط إنتاجها في مدينة كاوساكي التي تبعد 20 كيلومترا عن طوكيو بثلاثة أرباع الأعداد الحالية من العاملين. وتنوي الشركة أيضا استخدام الروبوت على غرار ما تقوم به جلوري بمصنعها في سايتاما بشرق اليابان.
ولا تقتصر اسراتيجية آبي للنمو على الترويج لمزايا الذكاء الصناعي والروبوت في تعزيز الإنتاجية بل تقدم الدعم أيضا حيث ترصد 2.2 مليار ين للشركات الصغيرة والمتوسط من أجل إدخال الروبوت لتبسيط أعمالها.
وحتى الآن تمت الموافقة على 85 حالة منها خطة جلوري لاستخدام مزيد من الروبوت وخطة مطعم سلسلة متاجر لتصنيع الزلابية الصينية تصنيعا آليا.
وقال كويوتشيرو سانو مدير القسم المسؤول عن التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوت والذكاء الصناعي وغيرها من تقنيات التشغيل الآلي في وزارة التجارة "نقص الأيدي العاملة مشكلة هيكلية تواجهها اليابان في المدى الطويل نظرا لارتفاع أعمار السكان.. ولعل هذا هو الحل."
(الدولار = 123.2900 ين ياباني)