ازمة الشرق الاوسط والسياسات الصهيوامريكية
(last modified Wed, 13 Jun 2007 20:30:00 GMT )
Jun ١٣, ٢٠٠٧ ٢٠:٣٠ UTC
  • ازمة الشرق الاوسط والسياسات الصهيوامريكية

لا تزال الولايات المتحدة تمارس دور الشرطي الذي يحرس مصالحها في منطقة الشرق الاوسط بحجة انه يعمل من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان لمزيد من تسليط الاضواء على الدور الامريكي في المنطقة، ناقش حول هذا الموضوع حاورت السيدة تاج بخش سماحة السيد محمد حسين فضل الله.

لا تزال الولايات المتحدة تمارس دور الشرطي الذي يحرس مصالحها في منطقة الشرق الاوسط بحجة انه يعمل من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان لمزيد من تسليط الاضواء على الدور الامريكي في المنطقة، ناقش حول هذا الموضوع حاورت السيدة تاج بخش سماحة السيد محمد حسين فضل الله. • تاج بخش: حول التحرك الاعلامي الصهيوني على الصعيد الدولي والذي تمثل بدعوة سبي ليفني للمجتمع الدولي وممارسة ضغوط على ما تسميهم ارهابيين والحكومة الفلسطينية، كيف تقرأون صمت الامم المتحدة والجامعة العربية ازاء هذا العنف الصهيوني الذي بدأ بالاحتلال ومازال مستمر حتى الان وبالاسلحة المتطورة التي ترسلها الولايات المتحدة للكيان الغاصب؟ • السيد فضل الله: نتحدث عن الامم المتحدة لأننا نتحدث عن هذا الموقع الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الامريكية لتحوله الى مجلس للامن القومي الامريكي الذي يحاول ان يحرك كل قراراته للضغط على كل المعارضين للسياسات الامريكية ولاسيما في المنطقة العربية والاسلامية وهذا ما نلاحظه في الضغوط التي تمارسها، الى جانب بريطانيا وفرنسا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية في مسألة الملف النووي السلمي، وهكذا بالنسبة الى المحكمة ذات الطابع الدولي المتصلة بأغتيال الرئيس رفيق الحريري، ان مجلس الامن قد جعل قراراته التاريخية ضد الكيان الصهيوني والتي تدين هذا الكيان بأحتلاله وبكل الوسائل الوحشية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في هذا المجال ولكنها في الوقت نفسه عندما تتصل القرارات بلبنان فأنها تتحدث عن خطورة في عدم تنفيذ هذه القرارات كقرار1559 وهكذا بالنسبة الى قرار1701 الذي لايزال وقف اطلاق النار الذي هو جزء من هذا القرار لم يعمل مجلس الامن لتنفيذه الى الان، اعتقد ان الصمت الذي يمارسه مجلس الامن في هذه المرحلة اتجاه الحملات الوحشية الجوية والارضية الصاروخية ضد الشعب الفلسطيني الذي ترك يعاني وحده على اساس ان هناك عدواناً حسب التصريح الامريكي على ""اسرائيل"" من خلال صواريخ القسام ولكنها لاتتحدث ولو بكلمة واحدة عما تقوم به ""اسرائيل"" من اغتيالات واجتياحات وتدمير للبنية التحتية في الضفة الغربية وهذا هو الذي يدفع المجاهدين الفلسطينيين الى القيام بعملية رد فعل لأرباك الواقع ال”اسرائيل”ي في المنطقة، واما بالنسبة الى الجامعة العربية فأنها تعيش حالة الضعف اللانهائي بالنسبة الى "اسرائيل". • تاج بخش:السيد محمد حسين فضل الله، من جهتها قررت الادارة الامريكية ان تستمر في اداء دور الشرطي الجيد بدل من الشرطي السيء الذي ادته على مدى سنوات مضت؟ • السيد فضل الله: في الجامعة العربية لم تحرك ساكناً ولم تقم بأي ضغط من الضغوط ضد "اسرائيل" بالرغم من انها تملك الكثير من الضغوط لأنها تخاف الضغط الامريكي ولانها تريد من "اسرائيل" ان تقبل مبادرتها التي لم تقبلها حتى الان، اما مسألة دور الشرطي الامريكي في العالم فقد اشار اليه بعض المسؤولين او الصحفيين الامريكيين عندما قالوا بأن امريكا ارادت ان تبدل دورها من دور الشرطي السيء الى دور الشرطي الجيد، ان ذلك يعني ان امريكا لاتزال تعمل على اساس انها تمارس دور الشرطي في الضغط على كل من يعارض سياستها في العالم بعنوان الحرب ضد الارهاب لان امريكا لا تمارس الحرب ضد الارهاب بل انها تستخدم هذا العنوان من اجل ان تضغط على كل الذين يعارضون سياستها في المنطقة العربية والاسلامية وفي العالم الثالث كله ونحن قلنا ان امريكا تحولت الى دولة ارهابية بأمتياز من الدرجة الاولى ولذلك فأن الشعوب المستضعفة في العالم عرفت خلفيات هذه السياسة الامريكية وعلى ضوء هذا فأنها بدأت ترفض دور الشرطي الامريكي سواءاً كان شرطياً جيداً او شرطياً سيئاً، ونحن نعرف ان الدولة الاستكبارية لا يمكن عندما تريد ان تقوم بدور الشرطي لا يمكن ان تكون شرطياً جيداً لان دور الشرطي من دولة كبرى استكبارية على دول العالم الثالث لا بد ان يكون دوراً ضاغطاً يصادر ثرواتها ويصادر امنها وسيادتها كما يفعل في العراق وفي افغانستان وكما يعمل على حصار الجمهورية الاسلامية في ايران ومحاولة تشديد العقوبات عليها في الوقت الذي تصرح فيه الجمهورية الاسلامية انها لا تريد صنع سلاح نووي بل انها تريد القيام بمشروع نووي سلمي، اننا دعونا في احاديثنا الاخيرة شعوب العالم الثالث ولا سيما شعوب المنطقة العربية والاسلامية الى الوقوف ضد كل خطوات السياسة الامريكية في العالم لان امريكا لو تركت على حريتها في مواجهتها لكل شعوب العالم الثالث واستغلالها لنقاط الضعف فيها سوف تحرق العالم كله، لقد تحولت امريكا الى خطر على العالم كله سواء كان خطراً عسكرياً او اقتصادياً او امنياً او سياسياً. • تاج بخش: في ظل هذا كيف تنظرون الى وقوف الدول العربية والاسلامية المتصالحة مع العدو الصهيوني موقف المتفرج ومجاملاتها مع العدو وهذا لمسناه مع المقاومة اللبنانية التي اسقطت العار العربي عند تحرير الجنوب عام 2000 وكذلك في الصيف الماضي؟ • السيد فضل الله: اننا عندما ندرس سياسة هذه الدول سواء الدول التي دخلت في صلح مباشر مع "اسرائيل" او التي دخلت في صلح خفي مع "اسرائيل" عندما ندرس سياسة هذه الدول فأننا نرى انها تتحرك في حلف سري مع "اسرائيل" ضد كل قوى المعارضة كحماس وكحزب الله وكسوريا وايران، وقد عرفنا ذلك عند العدوان الاسرائيلي على لبنان وعلى المقاومة الاسلامية كيف ان بعض الدول المتصالحة مع "اسرائيل" طلبت من "اسرائيل" الاستمرار في الحرب حتى تسقط حزب الله وحتى تنزع سلاحه لأنها كانت تنسق مع "اسرائيل" ومع امريكا في هذا الهدف وفي هذا الاتجاه وقد سمعنا بطريقة خاصة ان بعض وزراء خارجية الدول العربية المعتدلة - كما تسميها الوزيرة رايس - قال لبعض الشخصيات العربية الفلسطينية بأن "اسرائيل" هي الحليف المخلص للعرب وان السلاح النووي الاسرائيلي لا يشكل مشكلة للعرب بل يمثل دور الحماية للعرب ضد ايران التي هي العدو وهي الخطر على الواقع العربي ولاسيما الواقع الخليجي، ان المشكلة ان الدول العربية والكثير من الدول الاسلامية تحولت الى دول خاضعة للسياسة الامريكية بل انها تعمل من خلال ما نلاحظه من الموفدين الامريكيين سواء وزيرة الخارجية الامريكية او نائب الرئيس الامريكي او ولس الذي جاء اخيراً الى لبنان، يأتون من اجل ان يقدموا التعليمات للدول العربية من اجل ان تواجه قوى الممانعة والمعارضة للسياسة الامريكية، اننا نعتقد ان هناك سقوطاً عربياً في الجامعة العربية وان هناك سقوطاً اسلامياً في منظمة المؤتمر الاسلامي لولا بعض الدول العربية هنا والاسلامية هناك وان الدور هنا هو دور الشعوب التي لا بد لها ان تجمع كل مواقع القوة عندها لأسقاط السياسة الامريكية في هذا العالم. • تاج بخش: المأزق الذي تعيشه ادارة بوش الاستكبارية الارهابية بأحتلالها للعراق جعلها تستجدي المنطقة لأنقاذها من ورطتها مع ذلك لا يفوت اي فرصة للتحرك ضد الحكومة العراقية والكتل الاساسية على الساحة رغم هذا الاستجداء، فماذا تقولون؟ • السيد فضل الله: ان الرئيس بوش في ادارته الحالية يشعر انه يتحرك في العراق في داخل مأزق وان سياسته قد سقطت بأحتلاله للعراق وان جنوده اصبحوا يدافعون عن انفسهم في العراق اكثر مما يدافعون عن الشعب العراقي فلذلك فأنه يحاول ان يحمل المسؤولية عن هذا الفشل وعن هذا السقوط للحكومة العراقية التي يضغط عليها ولا يسمح لها ان تقوم بتنفيذ سياستها ولا يمنحها القوة اللازمة للجيش العراقي لكي تستطيع القيام بالدور الفاعل، ان المشكلة ان الرئيس بوش وادارته لايدرسون الامور على اساس ان ما يجري في العراق وما يعانونه من مشاكل ناشئ من سوء ادارتهم للسياسة في العراق ولذلك يحملون ايران تارة المسؤولية وسوريا تارة المسؤولية وقد يحملون الحكومة العراقية ويضغطون عليها ويهددونها بالسقوط اذا لم تنفذ ما يريدون في هذا المجال، ان مشكلة امريكا هي انها تتحرك بعينين عمياويتين في سياستها في واقع العراق من جهة وواقع افغانستان من جهة وواقع المنطقة من جهة، وايضاً بالنسبة الى سياستها في لبنان التي تخطط فيها من اجل ان تثير المشكلة حول الصراع من جديد في اطار حركة المنظمات التكفيرية وما الى ذلك. • تاج بخش: الاساطيل الامريكية بدخولها المنطقة احرقت المصالح السياسية والامنية والاقتصادية لدول المنطقة واثارت النعرات والخلافات لأشاعة الفوضى الخلاقة او البناءة كما تدعي، ما المطلوب لأطفاء الحريق الذي اشعلته الولايات المتحدة في المنطقة؟ • السيد فضل الله: ان المشكلة ان الكثير من دول المنطقة لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً امام السياسة الامريكية بل هم يتساقطون امام ضغوطها التي يوجهها لهم الموفدون الامريكان الذين يوحون اليهم بأن "اسرائيل" ليست هي الخطر وان ايران هي الخطر في الوقت الذي نعرف ان الجمهورية الاسلامية قد صارحت كل دول المنطقة لا سيما دول الخليج بأنها مستعدة ان تنسق معهم في حماية امن الخليج بوسائل خليجية تقوم ايران بقيادتها وانها لا تمثل اي خطر على اية دولة خليجية بل انها تمثل الصداقة لكل دولة من هذه الدول وتوسع العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية من اجل حماية المنطقة على جميع الاصعدة، ولكن امريكا تحاول بطريقة او بأخرى لأيجاد حالة من الخوف عند هذه الدول ولكنه خوف موهوم لا تستطيع هذه الدول الا ان تخضع له خصوصاً عندما حاولت ان تنشأ لجنة رباعية عربية تسميها بالدول المعتدلة التي تريد لها ان تتحالف مع "اسرائيل" ضد ايران ولحماية مصالح امريكا في المنطقة. • تاج بخش: في اطار التدخلات الخارجية الفاضحة في الشؤون الداخلية للمنطقة وعلى رأسها لبنان اين تضعون العنف الدامي الذي عصف بشمال البلاد وما صلته بتدهور الاوضاع السياسية التي عصفت بالساحة مؤخراً؟ • السيد فضل الله: اننا في الوقت الذي نرفض فيه اي عدوان على الجيش الوطني اللبناني الذي هو المؤسسة الوحيدة الباقية في لبنان والتي وقفت مع المقاومة الاسلامية في رد العدوان الاسرائيلي وحتى ان مواقع الجيش اللبناني قصفت في ذلك العدوان من قبل "اسرائيل"، ولكننا نعتقد ان هناك اكثر من خطة امريكية وغير امريكية من اجل ادخال لبنان في مسألة هذا الصراع الدائر في المنطقة الذي يراد من خلاله ارباك كل الواقع السياسي في المنطقة لتشغل كل بلد بمشاكله الامنية الخاصة حتى تتفرغ امريكا لتنفيذ مشاريعها ولا سيما مشروع الشرق الاوسط الجديد على طريقة خلق الفوضى (الخلاقة او البناءة) في هذا البلد او ذاك حتى لا يستطيع اهل هذا البلد ان ينظروا الى اوضاعهم الخاصة، الى القضايا الاستراتيجية من خلال المشاكل التي تصيبهم في اوضاعهم الخاصة، ان امريكا تتحرك بطريقة شيطانية في كل مواقع العالم حتى بالنسبة الى حلفائها في الاتحاد الاوربي وحتى بالنسبة الى الدول الكبرى كالصين وروسيا وما الى ذلك. • تاج بخش: دعوتم شعوب المنطقة لليقظة والتصدي للفوضى ومخططات الاعداء وحملتموهم مسؤولية الحفاظ على سلم المنطقة وامنهم الوطني، في ظل عطل اداء الانظمة وحركات الاصلاح في المنطقة كيف تستشرفون الاوضاع في المستقبل؟ • السيد فضل الله: اننا ندعو شعوب المنطقة الى القيام بأنتفاضة سياسية جديدة تشعر فيها الانظمة الواقعة تحت تأثير السياسة الامريكية والموظفة لديها، تشعر بالخوف وبالاهتزاز وبخطر على مواقعها الرسمية من خلال شعوبها لذلك ندعو الى انتفاضة شعبية تحاول ان تربك المصالح الامريكية في المنطقة وتربك الانظمة التي تحرس هذه المصالح ولو كان على حساب مصالح شعوبها.