النقوش المنحوتة على قمم جبال محافظة كردستان
تعد النقوش المنحوتة البارزة الموجودة على قمم الجبال الشامخة في محافظة "كردستان" الايرانية واحدة من الآثار التاريخية والعوامل المهمة لجذب السياح.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء- هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن لمحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن قرب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
نقش "آبيدر" البارز
يعد نقش "آبيدر" واحدا من النقوش الاثرية التاريخية في محافظة "كردستان" الايرانية، ويوجد هذا النقش المستوحى من التحف الفنية الاثرية في قلعة "زيوية" في ساحة "حجاب" في حديقة غابات "آبيدر".
خلال عمليات التنقيب في قلعة "زيوية" التاريخية عام 1997 تم العثور على قطع من العاج نقش عليها مشاهد للصيد والزخارف الاسطورية بحرفية عالية وبابعاد (3×8) سانتمتر وبشكل نافر ودقيق جدا، ومن المحتمل أن هذه الآثار تعود الى ما قبل 2700 عام.
وقامت منظمة التراث الثقافي في كردستان، عبر تكبير هذه النقوش 120 مرة وصب قوالب لها، بتصميم نقش بارز على جدار من الاسمنت المسلح مجهز لهذا الغرض، ويتالف النقش من مشهدين اساسيين، المشهد الاول هو مشهد اسطوري يوجد فيه سمكة وانسان وبقرة، التي من المحتمل ان تكون كل واحدة منها تعبر عن معتقدات القاطنين في تلك الفترة، والمشهد الثاني هو مشهد صيد الاسد.
نقش "تنجي ور" البارز والصخرة المنقوشة
يلاحظ على بعد 45 كيلومترا شمال غرب مدينة "كاميران" وعلى بعد 500 مترا شمال غرب قرية "تنجي ور" في سلسلة جبال "زينانة" وفي اعلى نقطة في الجبل، بقايا لنقوش قديمة ونقش بارز، مكتوبة بالخط المسماري الآشوري، ومنقوشة داخل قوس ارتفاعه 120وعرضه 170 وعمقه 35 سانتمتر.
ويوجد داخل القوس نقش بارز لانسان بطول نصف متر وعرض 50 سانتمتر والذي من المحتمل ان يكون صورة لـ"سرجون الثاني" احد الملوك الآشوريين، ويوجد الى جانب النقش حوالي 50 سطرا مكتوبا بالخط المسماري بشكل مربع ابعادة (120× 120).
آثار "فرهاد تاش" و "ينسار" الصخرية
يوجد على بعد 35 كيلومترا شرق مدينة "قروه" وبين ثلاثة قرى "داش بلاغ" و"آق بلاغ" و"وينسار" وعلى جبل مرتفع، بقايا منجم حجري كبير، ولهذا المنجم ميزات خاصة من ناحية نوع وحجم الحجارة ويتميز باهمية كبيرة.
ويعتقد الناس أن لهذه الحجارة علاقة بقصة العشق الشهيرة بين "فرهاد" و "شيرين" (ذكر اسمها في كتاب الشاهنامة للشاعر الفردوسي وفي القصص الإيرانية)، ومن المحتمل ان تعود انواع المنحوتات والفخار الموجود في المنطقة الى الحقبة الساسانية، ويقصد الناس هذه المنطقة للتنزه في ايام الربيع.
وثيقة "اورمان"
في اوائل القرن العشرين عثر في أحد الاغوار في وادي "تنجي ور" على جرة مليئة بالحبوب، ويوجد فيها مخطوطة من جلد الغزال مكتوب عليها بالخط البهلوي الاشكاني، وعرفت هذه الكتابة بوثيقة "اورامان"، وهي صك تجاري كتب بين شخصين ويوجد عليها اسمي الشاهدين على هذه الصفقة، وتعود هذه الوثيقة الى 120 عام قبل ولادة المسيح (ع)، وتوجد هذه الوثيقة حاليا في متحف برلين في المانيا كما هناك 20 نسخة منها بالخط اليوناني.