«الأسطى جعفر» أول فتاة تعمل «ميكانيكي» في مصر !+الصور
Sep ٠٣, ٢٠١٧ ٠٢:٣٩ UTC
«أميرة» شابة مصرية لا يتعدى عمرها أربعة وعشرون عامًا، ملامحها مصرية بسيطة، تحدت العادات والتقاليد لتحقق حلمها فى العمل بمهنة ذكورية، ضاربة بنظرة المجتمع عرض الحائط طالما أنه ليس عيبًا ولا حرامًا.
قررت أن تعمل ميكانيكى سيارات وحققت المستحيل ولاقت احترام الجميع لتثبت أن المرأة قادرة أن تعيش كما تريد وتحافظ على سمعتها.
حكاية أميرة مع مهنة الميكانيكى بدأت بقرار مصيري اتخذته تلك الفتاه الجريئة عندما قررت ألا تكمل تعليمها الجامعي بكلية الهندسة من اجل تحقيق حلمها في أن تصبح ميكانيكية، ذلك الحلم التي أحبته منذ نعومة أظافرها وورثت حبه من قدوتها الأولى والدها.
أصعب لحظة مرت على «اميرة» عندما وقفت أمام والدتها واخواتها تحاول اقناعهم بالموافقة على العمل ميكانيكية وتقبل هذا الوضع.
فوالدتها مثل أي أم شرقية تخشى مخالفة العادات والتقاليد وتعمل ألف حساب لنظرة المجتمع و كلام الناس وبالتالي رفضت قطعيًا عمل ابنتها في هذا المجال، بل وهددوها أنهم سيتبرأون منها.
ولكن سرعان ما انتهت خلافات «اميرة» مع والدتها وأهلها، عندما ذهبوا في الورشة وشاهدوا كيف تعمل وكيف يحترمها صاحب الورشة ويعملون معها.
شغف وحب أميرة للميكانيكا حول مجرى حياتها من طالبة بكلية الهندسة الى «الأسطى جعفر» الميكانيكي، فهي ترى في هذه المهنة حياتها المستقبلية.
وبالفعل تحقق ذلك عندما التقت بـ «الحسيني» صاحب ورشة الميكانيكا للسيارات التي تدين له بالفضل في إعطائها تلك الفرصة للعمل بورشته، وثانيًا لقيامه بتعليمها بعض الفنيات والتقنيات في تصليح السيارات.
« أميرة» واجهت صعوبات قاسية في بداية عملها، فهي أنثى في مجتمع شرقي لا يرحم، ولم تجد مفراً من التنازل عن انوثتها حتى تصمد وسط زملائها من الصنايعية.
حلقت شعرها حتى صارت أشبه بالرجال ولبست العفريتة، وأثبتت نفسها في مجال الميكانيا حتى أطلقوا عليها « الأسطى جعفر» نتيجة جديتها في العمل.
ورغبتها في ممارسة المهنة مثلهم تماما، تنام أسفل السيارات على الكراتين الورقية وتفك الموتور والعفشة.
ويلتصق الشحم والزيت بملابسها، وتتصبب عرقًا نتيجة سخونة السيارات ، وفور الانتهاء من عملها في العاشرة مساء تسرع بالعودة إلى منزلها لترتمي في أحضان ابنتها الصغيرة ووالدتها وتنسى عناء هذا اليوم.
«أميرة» لم تجد الأمر سهلًا ومازالت تتعرض لمشكلات في عملها، فهي تتحمل تعليقات سخيفة من بعض المارة، وتعاني من المجهود البدني الشاق في هذه المهنة.
«أميرة» تزداد ثقة في مهنتها ونفسها يوما بعد يوم، بعد أن تقبل كل من حولها هذا الوضع أثبتت انها قادرة على امتلاك الحلم الذي يتحول الى حقيقة وواقع تقبله بمشاكله وتعليقات المجتمع من حولها ونجاحها ايضا.
«اميرة» تعول اسرة بسيطة مكونة من أم وابنه صغيرة، تعمل ولا تنسى أنها أم ، تذاكر لابنتها وتراجع معها الدروس، و تستيقظ مبكرًا لتحضر وجبة الإفطار لصغيرتها« لارا» التي تبلغ من العمر 5 سنوات ثم تصحبها للمدرسة، وتتوجه بحقيبة ملابسها إلى الورشة.
«أميرة» تنصح كل البنات وتقول لهن : « لو في أي بنت عندها حلم وعايزة تحققه الشغل مش عيب ولا حرام».