كنائس غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة
(last modified Mon, 28 Jul 2014 02:31:34 GMT )
Jul ٢٨, ٢٠١٤ ٠٢:٣١ UTC
  • كنائس غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة

وجد مسلمو قطاع غزة في الكنائس مأوى لهم بعدما تهدمت غالبية البيوت والمساجد جراء القصف الصهيوني الذي يضرب القطاع منذ 18 يومياً. فلم تكن الكنائس مجرد مكان يحمي سكان المناطق المتضررة من القصف فحسب، بل أتاح للمسلمين منهم إقامة صلواتهم الخمس فيها.

«إنها تجربة غير مألوفة أن أصلى 5 مرات يومياً بالقرب من أيقونة للمسيح»، هكذا وصف محمود خلف، أحد سكان القطاع، مشاعره عندما أدى صلواته الخمس في كنيسة القديس «بروفيريوس» للروم الأرثوذكس في غزة القديمة.

فمنذ قصف الجيش الصهيوني حي «الشعف» الذي يسكنه محمود لم يعد متاحاً له إلا اللجوء إلى هذه الكنيسة، حيث يولي الكهنة وأبناء رعية القديس بروفيريوس ضيوفهم عناية خاصة.

وقال محمود (25 عاماً): «يفسحون لنا المجال للصلاة وقد أدى ذلك إلى تغيير نظرتي للمسيحيين، لم أكن أعرفهم معرفة حقيقية، لكنهم باتوا أشقائي». وأضاف أن «المحبة بين المسلمين والمسيحيين تكبر هنا».

 

236822 0

 

محمود أعرب عن ارتياحه للجوئه مع 500 فلسطيني آخر إلى هذه الكنيسة، التي لم يكن أحد يتخيل أنها يمكن أن تتعرض للقصف. وأكد أنه بدأ يعتاد على الصلاة في مكان عبادة لدين آخر. كما يتجه يومياً إلى القبلة، ويتلو آيات من القرآن ويسجد، كما لو أنه يفعل ذلك في مسجد.

وقال خلف: «المسيحيون لا يصومون لكنهم بالتأكيد يحرصون على ألا يأكلوا أمامنا خلال النهار، ولا يدخنون ولا يشربون عندما يكونون معنا».

واعترف خلف بأنه من الصعوبة التمسك بمظاهر التقوى عندما تتساقط القذائف كالمطر، ويستشهد أكثر من 900 فلسطيني معظمهم من المدنيين، عدد كبير منهم من الأطفال. وأضاف: «في الأوقات العادية، انأ مسلم يمارس فروضه الدينية، لكني دخنت خلال رمضان، ولا أصوم بسبب الخوف والتوتر الناجمين عن الحرب».

وينقضي شهر رمضان الأسبوع المقبل، لكن العائلات المحزونة وعشرات آلاف المهجرين والذين مازالوا يتعرضون للقصف، لن يحتفلوا بالعيد.

ورأت صابرين، التي تعمل خادمة في كنيسة القديس بروفيريوس منذ 10سنوات، أن «المسيحيين والمسلمين سيحتفلون على الأرجح بالعيد معاً هنا، إلا أن هذه السنة لن يكون العيد احتفاء بانتهاء الصوم وإنما سيكون عيد الشهداء».

ويُقدر أفراد الطائفة المسيحية في غزة بنحو 1500 نسمة، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من أصل 1.8 مليون نسمة، فيما يعيش هناك 130 كاثوليكياً فقط.

فلقد عززت معاناة الفلسطينيين الروابط الطائفية والدينية بينهم بشكل أكبر، إذ ان التعايش بين المسلمين والمسيحيين في القطاع لم يكن ودياً على الدوام.

فهذه الروح الطيبة بين مسلمي ومسيحيي القطاع، تعززها رسالة رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية الأب مانويل مسلم إلى مسلمي غزة، التي قال فيها: «إذا هدموا مساجدكم ارفعوا الآذان من كنائسنا».

ورأى الأب مانويل أن المسلمين في غزة يعانون من كرب شديد جراء العدوان الذي مس جميع مجالات حياتهم بما فيها الروحية والدينية بالتزامن مع شهر رمضان الكريم الذي يجتمع فيه الجميع في المساجد، وفقاً لما نقلته عنه وكالة «نبأ» الإخبارية المستقلة الفلسطينية.

فالدين المسيحي، وفقاً لمتطوع الكنيسة توفيق خادر الذي قال: «أحبب قريباً وليس فقط عائلتك، إنما زميلك ورفيقك في الصف المسلم والشيعي والهندوسي واليهودي، أبوابنا مفتوحة للجميع».