رضا عباسي رسام الجداريات الضخمة
Jun ٠٩, ٢٠١٤ ٠٢:٣٧ UTC
-
صورة لرضا عباسي
ولد الرسام الايراني المبدع رضا عباسي عام ۹۷٤ للهجرة في عهد الصفويين وتوفي عام ۱۰٤٤ للهجرة.
اشتهر الفنان الايراني رضا عباسي برسم اللوحات الجدارية الضخمة وادخال اساليب التحديث المتميز في اعماله، واكثر تلاميذه ومعجبيه تعلموا على يديه واكتسبوا من ابداعه الفني واصالة عمله الذي انفرد به.
ترعرع هذا الرسام في حضن والدٍ كان هو الاخر رساماً وفناناً بارعاً هو (علي اصغر الكاشاني) الذي كان مقرباً من بلاط الشاه طهماسب الصفوي، فكما تعلم رضا فن الرسم من والده تأثر ايضاً بأعمال الفنان الشيخ محمد النقاش.
لقد عاش الرسام رضا العصر الذهبي للفن زمن الشاه عباس الاكبر في فترة نشطت فيها الحركة التجارية والسياسية خاصة في مدينة اصفهان عندما كانت مقر السلطة، حيث زاد اقبال الدول الاوربية والامبراطوريات الاسيوية ومنها امبراطورية غوركاني في الهند في فترة الحاكم جهانغير شاه وسلاطين العثمانيين على ايران والتفاعل مع حركة الفن المتنوع المنتعش فيها، وبرز من بين الاوروبيين الرسم الايطالي وانواع الرسم الهندي والعثماني خاصة في (عصر النهضة) فوصل التنافس الفني اوجه خاصة رسوم ونقوش اللوحات الجدارية وكثر اثر ذلك الرسم والرسامون.
وفي خضم هذا التنافس برز الرسام رضا عباسي وبرزت موهبته وبراعته الفنية ولمساته المبدعة حتى اشتهر بالتحديث في عالم الرسومات الجدارية الضخمة، اذ انفرد في ذلك حتى اثّرت اعماله على القلوب الرقيقة الحامية للفن فكانت تسمية (الرسام المحبوب) من نصيبه حتى افتخر الشاه عباس ان يلبسه لقبه فسماه (رضا عباسي).
لم يكن عهد الشاه اسماعيل والشاه طهماسب الصفوي خالياً من الرسامين والفنانين فقد سبق الرسام رضا عباسي فنانون امثال (كمال الدين بهزاد) الذي قدّم للرسم كذلك ابدع في الخط والكتابة فدوّن كتباً للبلاط.
ان فترة الشاه عباس ونظراً لاستقرارعاصمته في اصفهان وتطورها فنياً بحيث سميت بمتحف الاعمار والبناء المنفرد في الابداع الفني، كسبت شهرة فنما فن الرسم الجداري الضخم بفضل حب الحاكم وتشجيعه فأمّه الرسامون والخطاطون والمُذَهِّبون من كل حدب وصوب، ومن هذا البحر اللجّي الفني برز الرسام الايراني رضا عباسي ليضع لمساته الفنية الحية على اعماله ويبرز بالتحديث في خلق اسلوب جديد ذي بعدين: بُعد يتميز بجداريته الضخمة تحكي جمال واصالة الفن والرسم، وبعد يتميز بابتعاده عن كثرة الاشخاص بل بالفراغ والموضوع في آن واحد تبرز فيه الرقة والبساطة.
تمكن رضا عباسي في تلك الفترة ان ينفرد بلقب (الاستاذ).
وتميز في ابداعه بالرسم بالقلم باللون الواحد وفي الاغلب الاسود، فيدرج فيها الالوان بشكل مبدع يحس المشاهد في الصور روحاً حية ملأى بالاحاسيس والمشاعر البارزة، حتى بذا المتأثرين بابداعه ان ينتحلوا توقيعه.
ان الاسلوب الفني البارع المستحدث الذي تميز به الرسام رضا عباسي وطلابه ومقلديه اوجد مدرسة جديدة عرفت بالمدرسة او الطريقة الاصفهانية، لكي تنتشر وتأخذ مكانتها وشهرتها في الوسط الفني.
ويعتبر رضا عباسي من اعلام واساتذة الرسم في العهد الصفوي في اصفهان وله الفضل الاكبر في تحديث الرسم وخلق جيل من الطلاب المبدعين ليسيروا ويبرزوا في الوسط الفني ويحيوا مدرسته، حتى اشتهر منهم فنانون برزوا في هذا الوسط، منهم: محمد قاسم، افضل الحسيني، محمد يوسف ومحمد علي.
اما اوفى طلابه فهو الرسام المعروف (معين مُصوّر) وكان مكثراً في اعماله حتى نال الشهرة، فبرزت ابداعاته واعماله الفنية على الجسر ذي الاربعين عموداً، اي (پل چهل ستون) بالفارسية.
ومن اشهر ماترك الاستاذ رضا عباسي من آثار فنية رسم صورة (شيخ يستريح) تعكس شيخاً متكئاً على عصا، كما له صورة (شاب يخيط) و(شاب بيده جرة وكأس) و(شاب راع وكبش) و(خسرو يصارع الاسد) و(خسرو وشيرين يهيئون الماء) ورسم لقصر قابو الضخم، ورسوم مدخل سوق قيصرية في اصفهان، فضلاً عن احتفاظ متاحف العالم المشهورة بالعديد من آثاره الفنية الرائعة.
وفي عام ۱۳۸٦ للهجرة اُسس متحف يحمل اسم رضا عباسي في شارع شريعتي في العاصمة طهران يضم آثاراً لثلاث مراحل، ما قبل الاسلام، وصدر الاسلام، وآثار الفن الايراني وعلم الاثار والرسوم الكلاسيكية ومصادر فارسية وأجنبية.
كلمات دليلية