البروفيسور «عسكر زاده» مكتشف المنطق الفازي
Sep ٢٤, ٢٠١٤ ٠٤:٠٤ UTC
البروفيسور لطف علي عسكر زاده أو "لطفي زاده" المعروف باسم البروفيسور (زاده) في دنيا العلم، ولد لأم طبيبة روسية وأب صحفي ايراني في مدينة (باكو) بجمهورية آذربيجان عام 1921.
في العاشرة من العمر أي؛ عام 1931 غادر مسقط رأسه بمعية أفراد الأسرة عائداً إلى أرض الوطن ليبدأ حياة جديدة في بيت أبيه بطهران.
أنهى لطفي زاده دراسته الثانوية في ثانوية ألبرز وأحرز في امتحانات القبول المرتبة الثانية في عموم البلد. وفي عام 1942 نال شهادة البكالوريوس في قسم الكهرباء والإلكترونيات من جامعة طهران، وتوجه ابان الحرب العالمية الثانية لمتابعة الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية والحصول على ماجستير الهندسة الكهربائية من معهد ماساتشوست التقني MIT في بوسطن. عند ذاك توجه لجامعة كولومبيا في نيويورك ليحصل منها عام 1949 على شهادة الدكتوراه.
بدأ البروفيسور لطفي زاده بحوثه في قسم نظرية النظم في جامعة كولومبيا. عام 1956، دعي للتدريس واجراء البحوث والدراسات بصفة استاذ في معهد الدراسات المتطورة في جامعة بريستون بولاية نيوجرسي. إلى جانب ذلك، تقبل البروفيسور لطفي زاده العديد من المشاغل العلمية الفخرية، منها:
• استاذ فخري في قسم الهندسة الكهربائية في جامعة Polytechnic ماسوتشوست MIT عام 1968.
• عالم وباحث ممتاز في مختبر ابحاث شركة IBM بولاية کالیفورنیا فی الأعوام 1968، 1973، 1977.
• عالم مدعو في مركز دراسات اللغة في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا في الأعوام من 1978 الى 1988.
• عام 1959، باشر البروفيسور لطفي زاده العمل دواماً كاملاً بصفة استاذ في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة كاليفورنيا في ولاية بريكلي. وتولى في الفترة (1963-1968) عمادة كلية الهندسة الكهربائية في الجامعة المار ذكرها. وفيها أيضاً، تابع نشاطه العلمي رغم تقاعده عام 1991 وكان له اثناء ذلك مشاركات مستمرة في المؤتمرات والندوات وإلقاء المحاضرات في مختلف مدن العالم. وهو في الوقت الحاضر استاذ ممتاز في قسم الهندسة الكهربائية، ادارة مركز البرمجة الكومبيوترية في جامعة بريكلي.
• أعضاء المركز يزيدون عن الألف، اما عدد المؤسسات العلمية المنتمية إليه فهو مائة مؤسسة.
وكانت بحوث البروفيسور لطفي زاده ودراسته حتى العام الميلادي 1965، تعنى بنظرية النظم وتحليل نظرية القرارات. في ذات العام، وضع الركيزة الأساس للنظرية والمنطق الفازي Fuzzy Logic (وهي تقنية حديثة لفرزنة الوقائع غير المؤكدة وما يربطنا به منطقياً في حياتنا اليومية، ويقابلها المنطق البايناري Binary logic أو Bootean logic وتستخدم في تصميم النظم الخبرة أو ذات المهارة الفنية الخاصة Edpert Systems القادرة على استنساخ او مماثلة قوانين العالم)، عند ذاك قام ببحوث ودراسات معمقة وشاملة فيما يتعلق باستخدامات هذه النظرية في الذكاء الصناعي، علم اللغات، المنطق، نظرية القرارات، نظرية المراقبة او الكونترول، النظم الخبرة وشبكات الأعصاب. أما اليوم؛ فيستفاد من نتائج ما قام به البروفيسور لطفي زاده من بحوث ودراسات في المنطق الفازي في مختلف تصاميم البرامجيات والمكونات والمحاسبات الكومبيوترية المبنية على المفردات، نظرية شعور الحاسوب في درك اللغة الطبيعية والصناعات الخفيفة والثقيلة.
يعرّف البروفيسور لطفي زاده على أنه كاشف ومبدع المنطق الفازي.
وله مقال علمي تقليدي نشر عام 1965. يعرض المقال لمفهوم مجموعة الفازي (هي أساس نظرية تحليل النظم المعقدة) في ضوء اللغة الطبيعية. بعد ذلك، أي بعد مبادرة البروفيسور لطفي زاده الى تعريف مفهوم نظرية الفازي، نُشر ما يزيد عن 15000 مقال علمي من قبل علماء الدنيا حول هذه النظرية وسعة استخداماتها في النشريات العلمية الى جانب نحو 3000 طلب لتوثيق الإختراع في هذا المجال في شتى بلدان العالم. في عام 1991-1992؛ تسنى لشركة ما تسوشيتا، قسم المعدات الالكترونية وأجهزة باناسونيك اليابانية بيع ما قيمته مليار دولار من المعدات، الاجهزة والنظم الكهربائية والالكترونية المستمدة من المنطق الفازي.
هناك اليوم اثنتا عشرة مجلة دورية Journal في العالم عنوانها Fuzzy. ففي اليابان وحدها اكثر من 2000 مهندس وعالم يمارسون بحوثهم ودراساتهم العلمية والصناعية في المنطق الفازي.
البروفيسور لطفي زاده هو اليوم كبير أعضاء معهد الهندسة الكهربائية والالكترونيات الأمريكي، وكبير أعضاء مؤسسة Gugenheim، وكبير أعضاء الأكاديمية الوطنية الهندسية الامريكية، وكبير اعضاء المؤتمر العالمي Cybernetics، وعضو أكاديمية العلوم الروسية، وعضو فخري جمعية الدراسات النمساوية Cybernetics، وكبير أعضاء الاتحاد العالمي لنظم فازي وكبير أعضاء العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية الاخرى.
لقد نجح البروفيسور لطفي زاده في نيل تسع ميداليات علمية، خمس منها في مناسبات شتى من قبل المعهد الأمريكي للهندسة الكهربائية والالكترونيات، وأربع من قبل المعهد الأمريكي للهندسة الميكانيكية، جمعية العلوم الهندسية الأمريكية، أكاديمية علوم جمهورية التشيك والجمعية الدولية للنظم الذكية، كما نال اربع عشرة جائزة علمية منها جائزة مؤسسة هوندا اليابانية.
كما بادر كثير من جامعات العالم الى إهداء شهاداتها الفخرية الى البروفيسور لطفي زاده تقديراً لخدماته العلمية وخاصة لابداعه المنطق الفازي الذي طور علوم وهندسة الكومبيوتر ونظرية النظم محدثاً فيه نقلة نوعية. هذه الجامعات هي: جامعة تولوز الفرنسية، جامعة تورنتو الكندية، جامعة ولاية نيويورك، جامعة Dortmund الألمانية، جامعة اوفيدو الاسبانية، جامعة Leakhead الكندية، جامعة غرانادا الاسبانية، جامعة Lousiville الأمريكية، جامعة باكو الآذربيجانية، جامعة Gliwice البولندية، جامعة Ostrava التشيكية، جامعة فلوريدا المركزية الامريكية، جامعة هامبورغ الألمانية وجامعة باريس الفرنسية.
والبروفيسور لطفي زاده الى جانب ما تقدم؛ عضو الهيئة الاستشارية لمركز فازي الألماني، عضو الهيئة الاستشارية لمركز أبحاث جامعة تكساس الأمريكية، عضو اللجنة الإستشارية لمركز التعليم والأبحاث المعنية بنظم فازي والذكاء الصناعي في رومانيا، عضو الهيئة الإستشارية للمؤسسة الدولية لدراسة النظم، عضو هيئة إدارة الجمعية الدولية لشبكات الأعصاب، الرئيس الفخري لاتحاد لنظم فازي بيومديكال الياباني، الرئيس الفخري لاتحاد المنطق وتقنية الفازي الاسباني، عضو الهيئة الاستشارية لمعهد انفورماتيك الوطني الياباني وعضو هيئة إدارة معهد النظم الذكية في ايلي نوي بأمريكا.
احيل البروفيسور لطفي زادة على المعاش بصفة رسمية عام 1991، ويقيم اليوم في ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الامريكية، ويمضي اوقات الفراغ مع التصوير وكذلك الموسيقى.
يحمل البروفيسور لطفي زاده ثلاثاً وعشرين شهادة دكتوراه فخرية من امهات الجامعات العالمية، وله اكثر من 200 مقال علمي وفي الوقت الحاضر وهو عضو هيئة تحرير ما يزيد عن خمسين مجلة علمية في عموم العالم.
بالعودة الى المنطق الفازي؛ فهو تقنية مستحدثة تستخدم حالياً في مراقبة حركة المرور، نظام كابح السيارات ABS والسيارات الصناعية الذكية، نظم تعرف الهوية من طبع الأصابع او تصوير البؤبؤ وحتى كشف الاغلاط المطبعية في البرامجيات مثل MS-Word.
هذا ولا يعد المنطق الغازي حسب البروفيسور لطفي زاده ترياقاً ولا إكسير الحياة. لأن قدرة الانسان فوق النظم المنطقية والحاسوب ولا يمكن المقارنة بينهما... علماً ان البشرية تلجأ اليوم الى المنطق الفازي وتزيد من استخدامه مع مرور الأيام طمعاً بالراحة والعيش الرغيد.