الرئيس الاوكراني يعرض على المعارضة رئاسة الحكومة
(last modified Sun, 26 Jan 2014 01:27:58 GMT )
Jan ٢٦, ٢٠١٤ ٠١:٢٧ UTC
  • الاحتجاجات تجري في درجات حرارة وصلت الى 20 تحت الصفر المئوي
    الاحتجاجات تجري في درجات حرارة وصلت الى 20 تحت الصفر المئوي

عرض الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش السبت على اثنين من قادة المعارضة قيادة الحكومة مع تعزيز صلاحياتها، ما شكل تنازلات لا سابق لها بعد شهرين من الاحتجاجات، لكن هذه التنازلات لم تلقى صدى كبير لدى المعارضة التي اعلنت استمرار الاحتجاجات.

واعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان اثر مفاوضات جرت في القصر الرئاسي مع المعارضة، ان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عرض على ارسيني ياتسنيوك رئيس حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو منصب رئيس الحكومة، في حين عرض على الملاكم السابق فيتالي كليتشكو منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الانسانية.

ويراس الحكومة الاوكرانية حاليا ميكولا ازاروف وهو حاليا في منتدى دافوس.

وتصاعد التوتر السبت بين الشرطة والمتظاهرين ودعت وزارة الداخلية المعارضة الى مغادرة وسط كييف في حين دعت دول الاتحاد الاوروبي الى الحوار وصدرت ايضا دعوات مماثلة من داخل معسكر الرئيس.

واكدت الرئاسة انه تم الاتفاق مع المعارضة على "ان يغادر المتظاهرون وقوات الامن تدريجيا" ساحة الاستقلال حيث يتمترسون رغم تدني درجة الحرارة السبت الى 20 درجة تحت الصفر.

واضافت الرئاسة على لسان اندريي بورتنوف مستشار الرئيس ان يانوكوفيتش وافق على انشاء مجموعة عمل تكلف "تعديل قانون الاستفتاء وربما عبر هذه الالية سيعرض ادخال تعديلات على الدستور".

وتطالب المعارضة بالعودة الى دستور العام 2004 وهي تسوية وافق عليها فيكتور يوتشنكو المقرب من الغرب الذي فاز خلال الثورة البرتقالية التي جعلت من اوكرانيا جمهورية برلمانية مع رئيس حكومة بصلاحيات واسعة.

الا ان الدستور عدل لاحقا وجعل الصلاحيات الاساسية بيد رئيس الدولة.وتتظاهر المعارضة منذ اكثر من شهرين في وسط كييف العاصمة اثر رفض الرئيس التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي مفضلا سياسة التقارب من روسيا.

* مواصلة الاحتجاجات

الى ذلك أعلن عدد من قادة المعارضة الاوكرانية مساء السبت امام المتظاهرين في كييف انهم يريدون مواصلة تحركهم الاحتجاجي وذلك بعد الاقتراحات التي قدمها الرئيس فكيتور ايانوكوفيتش من اجل حل الازمة.

واكد هؤلاء انهم سيواصلون التحرك حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها الدعوة الى انتخابات رئاسية اعتبارا من هذا العام وليس العام المقبل كما هو مقرر حاليا.

ومن جهة اخرى، شن متظاهرون اكرانوين مساء السبت هجوما على مقر للشرطة في وسط كييف بالقرب من ساحة الاستقلال.

وقال المصدر ان حوالي الفي متظاهر تجمعوا على طول "البيت الاوكراني" ونجح بعضهم في الدخول اليه والقوا قنابل يدوية داخل المبنى وقد رد رجال الشرطة بالقاء قنابل صوتية.

وتشددت المعارضة الاسبوع الماضي بعد اقرار قوانين جديدة تتيح عقوبات سجن قاسية بحق المتظاهرين.

ووعد يانوكوفيتش الذي استقبل مساء السبت ايضا قيادات الحزب الحاكم، باعادة النظر في هذه القوانين والتفاوض مع المعارضة للتوصل الى "تسوية حول هذه القوانين" حسب ما اوضحت الرئاسة.

ودعا رينات اخمدوف اغنى رجل في البلاد والداعم للرئيس، الى حل سلمي للازمة.

وقال الملياردير الذي يعتبر اكبر الداعمين الماليين لحزب المناطق الحاكم "اي استخدام للقوة واي لجوء للاسلحة، غير مقبول".

لكن في مؤشر على وجود اصوات اخرى حول رئيس الدولة شكك وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زاخارتشنكو السبت في فرص التوصل الى حل سلمي للازمة معتبرا انه "لا جدوى" من محاولات التوصل الى حل سياسي وان المعارضة فقدت السيطرة على المتظاهرين "المتشددين".

وقال الوزير "اتركوا المتشددين (..) واذهبوا الى مكان آمن" موضحا ان شرطيين احتجزا من قبل ناشطي المعارضة قبل الافراج عنهما وعليهما آثار "تعذيب".

والحصيلة الرسمية لمواجهات الاسبوع ارتفعت السبت الى ثلاثة قتلى بعد وفاة رجل في الخامسة والاربعين من عمره في المستشفى.وقال حزب سفوبودا المعارض ان هذا الرجل اصيب بالرصاص في صدره الاربعاء.

اما المعارضة فتتحدث عن ستة قتلى.

وفي خارج كييف، نزل آلاف المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكام الذين عينهم الرئيس في معظم مناطق الغرب الناطقة باللغة الاوكرانية والتي تطالب بالانضمام الى اوروبا.

ويتعرض فيكتور يانوكوفيتش ايضا الى ضغط دبلوماسي كثيف من الاتحاد الاوروبي الذي طالب السبت ب "خطوات ملموسة" للعودة الى الهدوء.

وسيشكل الوضع في اوكرانيا محور لقاء السبت في وارسو بين رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي والرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكي.

ومن المتوقع ان تزور وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون كييف في 30 و31 كانون الثاني.

وحتى ذلك الحين، ستعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا التي يتهمها الاوروبيون باستخدام نفوذها لاقناع كييف بالتخلي عن اتفاق للتبادل الحر مع بروكسل، وهذا القرار هو الذي تسبب في الاحتجاجات الحالية.

وجرت تظاهرات مؤيدة للمعارضة في عدد من العواصم الاوروبية خصوصا باريس ووارسو وفيلينوس وريغا وبراغ ولندن.