متظاهرون في تايلاند يمنعون الناخبين من التصويت
منع المتظاهرون الذي ينفذون حركة احتجاج منذ ثلاثة اشهر في تايلاند، الناخبين من التصويت في عشرات المراكز في الاقتراع التشريعي الذي قاطعته المعارضة، مما يهدد باغراق البلاد بدوامة عنف وبحالة من الشلل السياسي.
وكانت رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا بين اوائل المقترعين الذين ادلوا باصواتهم في مركز للاقتراع في حيها، وسط اجراءات امنية مشددة.
وهذه الانتخابات المبكرة دعت اليها رئيسة الوزراء في محاولة لتجاوز الازمة، لكن المعارضة اصرت على مقاطعة العملية.
لكن المتظاهرين نجحوا في منع تنظيم هذه الانتخابات في اكثر من عشرة في المئة من الدوائر (45 من اصل 375 دائرة).
وقال زعيم المعارضين سوثيب ثوغسوبان امام انصاره "في اليوم الذي ننتصر فيه سنلاحق ينغلوك امام القضاء لمطالبتها بتعويضات لانها نظمت هذه الانتخابات الجنونية".
واعلنت اللجنة الانتخابية ان مراكز التصويت اغلقت عند الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي من اليوم الاحد كما كان مقررا، على الرغم من المشاكل التي سببها المتظاهرون غداة معركة شوارع في بانكوك تشكل آخر تطور في ازمة اسفرت عن سقوط اكثر من عشرة قتلى خلال ثلاثة اشهر.
وشهدت بانكوك السبت معركة في الشارع بين ناشطين مؤيدين للحكومة وآخرين معارضين لها اسفرت عن سقوط عدد من الجرحى.
واثارت لقطات بثت لهذه المواجهات التي تخللها اطلاق نار كثيف وانفجارات وحالة الهلع بين المارة، مخاوف عدد كبير من الناخبين.
ومع ذلك فتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة.
وقال بوشونغ نوتراوونغ الامين العام للجنة الانتخابية ان "مراكز الاقتراع فتحت" باستثناء تلك التي تاثرت باغلاق بعض مراكز توزيع بطاقات التصويت.
واوضح ان "بطاقات تصويت وصناديق اقتراع بقيت في مراكز التوزيع التي حاصرها المتظاهرون".
ومنذ ثلاثة اشهر، يطالب المتظاهرون المناهضون لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا الذي اطاح به انقلاب العام 2006 باستقالة حكومة شقيقته ينغلوك التي يعتبرونها دمية في يده.
والمتظاهرون وهم خليط غير متجانس من نخب بانكوك ومتطرفين من انصار النظام الملكي وسكان الجنوب، يريدون انشاء "مجلس للشعب" غير منتخب بدلا من الحكومة، متوعدين ببذل كل جهودهم لمنع انتخابات اليوم التي يرون انها لن تؤدي سوى الى تمديد هيمنة الحزب الحاكم "بويا تاي".
واكدت ينغلوك شيناواترا مرارا ان الانتخابات هي افضل مخرج للازمة، لكن الخبراء يشككون في ان يؤدي هذا الاقتراع الى اي تغيير.
وقد اسفرت الازمة المتواصلة منذ الخريف عن سقوط عشرة قتلى على الاقل لا سيما في هجمات بقنابل يدوية ورصاص قناصة مجهولين على المتظاهرين.
ووقعت اعنف المواجهات في نهاية تشرين الثاني عندما قتل خمسة اشخاص في ظروف غامضة على هامش صدامات بين متظاهرين موالين ومعارضين للحكومة وحركة "القمصان الحمر".
وانتشر 130 الف شرطي في البلاد تحسبا لاعمال عنف ولحماية 93500 مركز اقتراع.
ورغم فرض حالة الطوارئ في بانكوك، تمكن المتظاهرون الاحد الماضي من تعطيل اخر تصويت مبكر للتايلانديين الذين لم يتمكنوا من الحضور الى دوائرهم الانتخابية في الثاني من شباط.
ولم يتمكن 440 الف ناخب من اصل مليونين مسجلين من الادلاء باصواتهم وسيتعين تنظيم اقتراع بديل في 23 شباط.
ويعتبر حزب بويا ثاي الحاكم مجددا الاوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات لا سيما ان اكبر احزاب المعارضة، الحزب الديموقراطي، يقاطع الاقتراع. لكن اللجنة الانتخابية حذرت نظرا للوضع السياسي من ان النتائج النهائية لهذه الانتخابات قد لا تعلن الا بعد اشهر.
وهذه الازمة ليست سوى حلقة جديدة من دوامة العنف السياسي الناجمة عن الانقلاب على ثاكسين المتواجد اليوم في المنفى هربا من السجن بتهمة الاحتيال المالي.
ودعي نحو 46 مليون تايلاندي للادلاء باصواتهم في هذه الانتخابات المبكرة.
ويفترض ان ينتخب التايلانديون اليوم 500 نائب لكن عشرات المقاعد ستظل شاغرة بعدما منع المتظاهرون تقديم الترشيحات قبل ان يستهدفوا اللوازم الانتخابية.
وفي اي حال، لن يتمكن البرلمان من الاجتماع بسبب فقدان النصاب المطلوب (95 في المئة من النواب) جراء عدم وجود مرشحين في دوائر عدة.