عشرات القتلى ومئات الجرحى في صدامات في كييف
-
المواجهات اصبحت اشد عنفا ودموية يوما بعد يوم
قتل 67 متظاهرا في اوكرانيا منذ الثلاثاء واودعت جثثهم لدى اجهزة الطب القضائي، بحسب ما اعلنت سلطات بلدية كييف في بيان، كما سقط المئات من الجرحى في المواجهات.
وقال المصدر ان "67 جثة توجد لدى جهاز الطب القضائي" موضحا ان الامر يتعلق بمتظاهرين قتلوا منذ الثلاثاء.
وكانت المعارضة اشارت في وقت سابق الى سقوط "اكثر من ستين قتيلا" في اعمال عنف الخميس.
وافاد اطباء متطوعون يعالجون المعارضين ان الطريقة التي قتل بها المتظاهرون تدل على انه رصاص قناصة.
واجلي الموظفون الخميس من المبنى الرئيسي للحكومة الاوكرانية القريب من وسط العاصمة كييف حيث تدور الصدامات.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة "تم هذا الصباح اجلاء كل موظفي مكتب رئيس الوزراء من المبنى.هذه اوامر رسمية".
في هذه الاثناء اكد متحدث باسم الرئاسة الاوكرانية ان اللقاء جار حاليا بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ووزراء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا في مقر الرئاسة بكييف.
وشددت روسيا لهجتها على لسان رئيس وزرائها ديمتري مدفيديف الذي اعلن الخميس ان موسكو لن تتعاون مع سلطة خانعة.
وقال بحسب مشاهد بثها التلفزيون الروسي "على شركائنا ان يكونوا اشداء ويجب ان تكون السلطة الحاكمة في اوكرانيا شرعية وفعالة ولا تداس بالارجل وكأنها ممسحة"، مضيفا ان "على السلطة ان تركز جهودها على الدفاع عن الناس وعن قوات الامن التي تحفظ مصالح الدولة".
وتزايدت الضغوط من الجانب الاوروبي على اوكرانيا مع التلويح بعقوبات وتحذير حلف شمال الاطلسي من انه سيعيد النظر في تعاونه مع هذا البلد اذا تدخل الجيش ضد المعارضة.
وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في بيان اثر يوم دام في كييف، "ادعو الحكومة الاوكرانية الى تفادي اي عنف جديد".واضاف "اذا تدخل الجيش ضد المعارضة فان علاقات اوكرانيا مع حلف شمال الاطلسي ستتاثر بشدة".
كما اعلن دبلوماسي امريكي الاربعاء ان الولايات المتحدة منعت تأشيرات الدخول عن حوالي 20 مسؤولا اوكرانيا تتهمهم بانهم المسؤولون عن القمع الدموي للمتظاهرين.
واعلن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن "هدنة" مع المعارضة قبل وصول دبلوماسيين اوروبيين ومسؤول روسي كبير الخميس الى كييف، لكن الصدامات استؤنفت صباحا.
وهاجم مئات المتظاهرين صباحا الطوق الامني الذي فرضته الشرطة حول ساحة الميدان وسيطروا على الساحة على الرغم من الهدنة التي اعلنتها السلطات، واثر وصول الوزراء الاوروبيين للقاء الرئيس يانوكوفيتش وقادة المعارضة.
واقام المتظاهرون الذين كانوا يضعون الخوذات ويتسلحون بالهراوات ويحملون دروعا شبيهة بدروع الشرطة، المتاريس ثم هاجموا الشرطة.
وتراجع رجال الشرطة لبضع مئات من الامتار واخلوا المواقع التي احتلوها خلال اقتحام الساحة ليل الثلاثاء الى الاربعاء.
وغطى عناصر الشرطة تراجعهم باطلاق رصاصات مطاطية فاصيب نحو عشرة متظاهرين تم نقلهم على حمالات نحو مستوصف ميداني اقامته المعارضة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان ان قناصا استهدف رجال الشرطة قبل هجوم المتظاهرين وان نحو عشرين شرطيا اصيبوا.
وشوهدت سيارات الاسعاف تسير صافرة نحو وسط كيييف.
ولا يزال الالاف محتشدون في ساحة الاستقلال التي يطلق عليها اسم الميدان، والذي يحتله المعارضون منذ ثلاثة اشهر.
واسر المتظاهرون شرطيا اقتادوه الى الخطوط الخلفية، كما اظهرت شاشات التلفزيون.
ورغم اعلان الهدنة الاربعاء، واصل المتظاهرون خلال الليل القاء زجاجات المولوتوف ومشاعل الاستغاثة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت بالقاء القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
وبدأت التظاهرات نهاية تشرين الثاني عندما رفض الرئيس الاوكراني توقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي، وتبع ذلك تقارب مع روسيا. وسرعان ما تحولت الاحتجاجات الى تحرك مناهض للنظام.