السلطات الاوكرانية تطلب مساعدة مالية من الغرب، وروسيا تشكك بشرعيتها
شككت روسيا الاثنين بشرعية السلطات الاوكرانية الجديدة منددة ب"اساليبها الديكتاتورية"، في الوقت الذي توجهت هذه السلطات الى الغرب طالبة مساعدته المالية، واصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش.
ومن المقرر ان يسمى البرلمان الثلاثاء رئيسا للحكومة وحكومة انتقالية وسط تكثيف زيارات ممثلي الدول الغربية الى كييف.
وقال رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف الاثنين تعليقا على وصول المعارضة الاوكرانية الى السلطة "اذا اعتبرنا ان اشخاصا يتجولون في كييف يرتدون اقنعة سوداء ويحملون كلاشنيكوفات يمثلون الحكومة فسنجد صعوبة في العمل مع مثل هذه الحكومة".
واضاف موجها كلامه الى الدول الغربية التي قررت دعم السلطات الاوكرانية الجديدة ان "بعض الشركاء الغربيين يعتبرونها شرعية. لا اعرف الدستور الذي قرأوه لكن ارى انه سيكون منافيا للمنطق اعتبار ما هو في الواقع نتيجة تمرد، شرعيا".
ووصلت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون الى كييف الاثنين والتقت عصرا الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف ثم توجهت الى ساحة الاستقلال ووضعت زهورا احياء لذكرى 82 شخصا قتلوا خلال اعمال العنف الاسبوع الماضي.
ومن المتوقع ان يصل نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز الى كييف الثلاثاء.
وامتنع البيت الابيض الاثنين عن وصف اولكسندر تورتشينوف بانه الرئيس الانتقالي لاوكرانيا بعد عزل يانوكوفيتش، ودعا الى تشكيل حكومة من التكنوقراط لضمان العملية الانتقالية حتى الانتخابات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني "نحن في صدد العمل مع اوكرانيا وشركائنا الاوروبيين اضافة الى روسيا على دعم عملية غير عنيفة تستجيب للصعوبات التي ستواجهها اوكرانيا".
وتطرق الى "ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية متعددة الاطراف، حكومة من رجال تكنوقراط يمكنها مساعدة اوكرانيا في اتخاذ قرارات مهمة تفرض نفسها وخصوصا في المجال الاقتصادي والمالي بانتظار الانتخابات المبكرة".
وقبل ذلك اعلن وزير المالية بالوكالة يوري كولوبوف ان اوكرانيا ستكون بحاجة الى "35 مليار دولار عامي 2014 و2015".
واضاف "طلبنا من شركائنا الغربيين منحنا لقرض خلال اسبوع او اسبوعين" واقترح عقد "مؤتمر دولي كبير للمانحين بمشاركة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمات مالية دولية اخرى".
ولقي هذا الطلب تجاوبا من قبل وزير الخارجية اليوناني الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي.
وقال الوزير اليوناني "لا بد من تجنب حرب اهلية وتجنب الانهيار المالي والاقتصادي للبلاد، كما لا بد ايضا من تنظيم مؤتمر دولي لتجنب افلاس اوكرانيا".
كما لا يخفي الغربيون مخاوفهم من تفكك اوكرانيا اثر هذه الاحداث.ذلك ان ازمة الاشهر الاخيرة زادت الهوة عمقا بين شرق البلاد حيث الناطقون بالروسية والموالون لموسكو وهم يشكلون اكثرية، وبين غرب البلاد حيث الناطقون بالاوكرانية.
الا ان المناطق المجاورة لروسيا شرق البلاد لم تعط اشارات حتى الان تدل على رغبتها بالانفصال عن اوكرانيا.
وسمت منظمة الامن والتعاون في اوروبا موفدا خاصا لها لاوكرانيا واقترحت انشاء مجموعة اتصال دولية لادارة "هذه المرحلة الانتقالية".
وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على "ضرورة (حصول) انتقال سلمي" للسلطة في اوكرانيا وعلى "اهمية وحدة اراضي البلاد"، وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس "لا يوجد وقت نضيعه" قبل تقديم المساعدة لاوكرانيا، مضيفا "هناك ما وعدت به روسيا، ومن المرغوب به ان يقوم شركاؤنا واصدقاؤنا الروس بمواصلة تقديم الدعم الاقتصادي" لاوكرانيا.
وكانت روسيا في اطار تشجيعها اوكرانيا على التخلي عن اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي اعلنت في كانون الاول الماضي منح كييف لقرض بقيمة 15 مليار دولار لم تدفع منه حتى الان سوى ثلاثة مليارات.
الا ان استكمال دفع قيمة القرض بات غير اكيد بعد توتر العلاقة بين موسكو والسلطات الجديدة في كييف.
وكانت روسيا استدعت سفيرها الاحد من كييف، وهددت بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من اوكرانيا في حال تقربت كييف من الاتحاد الاوروبي، وهذا ما المح اليه الرئيس تورتشينوف الاحد.
وصعدت موسكو لهجتها عصر الاثنين عندما نددت ب"قمع المعارضين في مناطق عدة من اوكرانيا عبر استخدام اساليب ديكتاتورية واحيانا ارهابية" اضافة الى التعرض لحقوق السكان الناطقين بالروسية في شرق البلاد.
من جهة ثانية اصدرت السلطات الاوكرانية الجديدة الاثنين مذكرة توقيف بتهمة "القتل الجماعي" بحق يانوكوفيتش.
واعلن وزير الداخلية في السلطة الانتقالية الاوكرانية ارسين افاكوف في صفحته على موقع فيسبوك الاثنين انه "تم فتح تحقيق جنائي بتهمة القتل الجماعي لمدنيين بحق يانوكوفيتش وعدد من الموظفين الاخرين وصدرت مذكرة توقيف بحقهم".
ووجهت تهم الى نحو خمسين شخصا بينهم مسؤولون كبار في قوات الامن واتخذت اجراءات لمنعهم من مغادرة البلاد، حسب ما قال النائب العام.
ولم يظهر اي اثر ليانوكوفيتش منذ السبت بعد اقالته من قبل البرلمان ويرجح ان يكون في شرق البلاد.
وتسعى السلطات الجديدة الى تحريك عجلة العمل في البلاد بعد الشلل الذي اصابها.
وقال الرئيس بالوكالة تورتشينوف "لقد عملت اوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية بفضل الاقتراض".
من جهته قال ارسيني ياتسينيوك احد قادة المعارضة التي اطاحت بيانوكوفيتش "ان اوكرانيا لم تعرف ابدا منذ استقلالها كارثة اقتصادية وسياسية مثل تلك التي تشهدها اليوم".
وعين المصرفي ستيبان كوبيف على راس المصرف المركزي.وقال "دعونا ممثلين عن صندوق النقد الدولي لمتابعة المفاوضات وفتح برنامج جديد اوكرانيا بامس الحاجة اليه اليوم".
من جهة اخرى، اعلن حزب المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشنكو الاثنين على موقعه الالكتروني ان الاخيرة ستغادر الى المانيا لتلقي العلاج، وذلك بعد يومين من الافراج عنها.