معارك في دونيتسك وعشرات القتلى والجرحى شرق اوكرانيا
Aug ٠٨, ٢٠١٤ ٠٨:٢٧ UTC
اندلعت معارك بالاسلحة الثقيلة الجمعة في دونيتسك، المعقل الرئيسي للانفصاليين، على خلفية حرب العقوبات والعقوبات المضادة، بين روسيا والبلدان الغربية ومخاوف من تدخل روسي في اوكرانيا.
وسمعت اصداء انفجارات قوية ورشقات من اسلحة ثقيلة ليل الخميس الجمعة في دونيتسك، العاصمة الاقليمية حيث وصلت المعارك الدامية امس للمرة الاولى الى وسط المدينة. وسقطت قذيفة الخميس على مستشفى واوقعت قتيلا واحدا وجريحين.
وخسرت كييف من جهة اخرى الخميس طائرتين، الاولى مروحية اضطرت للقيام بهبوط اضطراري بعد اصابتها بصواريخ اطلقها متمردون، والثانية مقاتلة سقطت قرب قرية جدانيفكا، على بعد 40 كيلومتر شرق دونيتسك وعلى مقربة من مكان سقوط طاِئرة الخطوط الجوية الماليزية في 17 تموز بصاروخ.
* حرب تجارية
وفيما تزداد كثافة المعارك ويستعد الجيش الاوكراني ل "تحرير" المدن التي يسيطر عليها المتمردون، تأخذ التوترات الدولية حول الازمة الاوكرانية منحى حرب تجارية.
فروسيا التي فرضت عليها عقوبات غير مسبوقة بعد تحطم الرحلة (ام اتش17) ومصرع 298 من مسافريها، ردت الخميس باعلان حظر يستمر سنة على استيراد المواد الغذائية ولاسيما منها الاوروبية والاميركية.
ويشمل الحظر الابقار والخنازير والطيور والاسماك والاجبان والحليب والخضار والفواكه الآتية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واستراليا وكندا والنروج.
وهدد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف من جهة اخرى بمنع تحليق طائرات الشركات الجوية التي تقوم برحلات بين اوروبا وآسيا عبر سيبيريا من التحليق فوق الاراضي الروسية، مما يزيد من فاتورة المحروقات.
وردت بروكسل التي تعد لاجتماع الاسبوع المقبل على الصعيد الاوروبي انه قرار "سياسي ذو صبغة سياسية واضحة".
واعلن رئيس الوزراء الاوكراني عقوبات على 172 شخصا و65 مؤسسة تشكل المؤسسات الروسية القسم الاكبر منها.
ودعت بولندا الجمعة البلدان الاوروبية الى التضامن لمواجهة الحظر الروسي.
وقال وزير الزراعة البولندي ماريك سافيكي ان "روسيا لا يمكن ان تتخذ قرارا بشراء الخنازير من المانيا ومشتقات الحليب من فرنسا او الابقار من اسبانيا. يجب ان نوحد خطواتنا. وينبغي الا نبالغ في حجم السوق الروسية". واضاف ان "اوروبا لا يمكن ان توافق على هذا النوع من الابتزاز".
واعلنت استراليا التي شملها الحظر الروسي، الجمعة عن تشديد عقوباتها على موسكو.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت "فلنكن واضحين. روسيا هي التي تضطهد. روسيا بلد كبير يحاول اضطهاد بلد صغير".
وتعرب البلدان الغربية في الواقع عن قلقها من الوجود العسكري المتزايد لروسيا على الحدود الاوكرانية، تمهيدا، كما تقول، للتدخل بذرائع انسانية. ويقول الحلف الاطلسي ان عدد الجنود الروس على الحدود ارتفع من 12 الف رجل في منتصف تموز/يوليو الى 20 الفا في الوقت الراهن.
وخلال زيارته الخميس الى كييف، اعرب الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسين عن دعمه لاوكرانيا، معتبرا ان "حريتها ومستقبلها" مهددان.
وحذر ايضا روسيا التي ازداد دعمها للانفصاليين "كثافة وتطورا"، كما قال.
وقال "ادعو روسيا الى الانسحاب من حافة الهاوية، الى الانسحاب عن الحدود. لا تستخدموا الحفاظ على السلام ذريعة لشن الحرب".
ويواحه عدد كبير من المدن الواقعة في ايدي المتمردين والتي تحاصرها القوات الاوكرانية، ولاسيما لوغانسك، وضعا انسانيا يزداد سوءا من جراء صعوبة امدادها بالمواد الغذائية وانقطاع الماء والكهرباء.
وتقول الامم المتحدة ان المعارك اسفرت حتى الان عن اكثر من 1300 قتيل خلال اربعة اشهر، وتسببت في هجرة 300 الف.