روحاني: التحالف لدحر داعش مضحك لان فيه من يدعم الارهاب
Sep ١٨, ٢٠١٤ ٠٧:٤٠ UTC
اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان مكافحة الارهاب بحاجة الى دراسة ومعرفة جذوره، واصفا التحالف الذي اطلقته امريكا لمحاربة داعش بانه يثير الضحك لان فيه من دعم ومازال يدعم الارهاب بالمال والسلاح.
جاء ذلك في مقابلة اجرتها قناة "ان بي سي" الامريكية مع الرئيس روحاني، على اعتاب توجهه الي نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، تناول فيها اهم مواقف الحكومة والشعب الايراني فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية ومن ضمنها الارهاب وكيفية مواجهته المؤثرة والعلاقة بين ايران وامريكا وكذلك القضية النووية الايرانية.
ولفت الرئيس الايراني، الى خطابه في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في العام الماضي وتحذيره من العنف والارهاب وضرورة بناء عالم خال منهما وقال: اعتقد ان ما قيل العام الماضي يظهر اليوم بوضوح اكبر سواء في المنطقة او العالم بأسره.
واكد ان الذين يرتكبون الجرائم اليوم باسم الاسلام هم ابعد ما يكونوا عن الدين الاسلامي الحنيف وهم كاذبون في مزاعمهم هذه.
وقال الرئيس روحاني بشأن التحركات الاخيرة للادارة الامريكية لمحاربة داعش والارهابيين: ان منطقتنا والمجتمع البشري يعاني منذ اعوام طويلة من معضلة باسم التطرف والارهاب والامريكيون واخرون يدّعون منذ اعوام طويلة ايضا بانهم يريدون محاربة الارهاب الا ان السؤال هو انه لماذا لم يحققوا النجاح لغاية الان؟ لماذا لم ينجحوا في افغانستان والعراق؟ ولماذا ازدادت المشاكل والاضطرابات الامنية؟.
واوضح الرئيس روحاني في الرد على ذلك ان محاربة الارهاب بحاجة الى دراسة ومعرفة جذوره، واذا كانت هنالك في منطقتنا مشكلة ما فان شعوبها وحكوماتها تشعر بها اكثر بكثير من غيرها وتعرف جذورها منآخرين بعيدين عن المنطقة آلاف الكيلومترات وقد اثبتت تجارب الاعوام الماضية بانهم لم يحققوا نجاحا في محاربة الارهاب.
وتابع قائلا، انه لو كان من المقرر القضاء على الارهاب في المنطقة فالضرورة الى ذلك هو ان تتخذ شعوبها الى جانب حكوماتها القرار والتخطيط، واذا كان الاخرون راغبين فبامكانهم المساعدة في هذا الطريق.
واضاف الرئيس روحاني، انه لا ينبغي على الاخرين ان يتصوروا بانهم يمكنهم قيادة حل مشاكل المنطقة، واذا كانوا حقاً يريدون حل قضية الارهاب فعليهم التفكير بالمساعدة وليس القيادة.
وحول مدى تاثير الغارات الجوية الامريكية ضد داعش في العراق قال: يعلم الجميع ما هي القوة التي لم تدع داعش ان تصل الى بغداد وسامراء، وما هي القوة التي وقفت سدا منيعا امامه على بعد فراسخ من بغداد، وحينما ابعد الشعب العراقي داعش عن بغداد كانت امريكا تقول انها لن تتدخل في قضية العراق وحتى لم تكن عازمة على شن غارات جوية.
واضاف الرئيس روحاني، ان طريق الحل الاساس لمكافحة المجموعات الارهابية هو تقوية الشعب، وان المجتمع القوي والمثقف وصاحب الروح المعنوية العالية يمكنه حل مشاكله بنفسه وبطبيعة الحال يمكن للاخرين ايضا مساعدته.
وقال: ان الشعب العراقي شعب عظيم جدا وصاحب حضارة ممتدة لآلاف الاعوام وكذلك الشعب السوري، وعلينا ان نسأالهم ماذا يريدون منا لا ان نحرر الوصفة لهم مسبقا.
وفي الرد على سؤال حول عدم دعوة ايران للتحالف ضد الارهاب من جانب امريكا قال: لقد جرى لغاية الان تشكيل العديد من التحالفات ومن بعد فترة من ذلك اضطروا للخروج من المنطقة من دون تحقيق نتيجة. اننا لسنا بحاجة الى ان يدعونا احد، بل نعمل ازاء الارهاب بواجبنا الانساني ونشعر بالمسؤولية تجاه جيراننا.
واضاف، ان هذا التحالف يثير الضحك لان فيه من اوجد هذه المجموعات الارهابية، وهنالك في داخل هذا التحالف دول وفرت المال لهذه المجموعات ومازالت كذلك، وهنالك في داخل هذا التحالف من قدم الدعم السياسي وحتى التسليحي لها.
وقال الرئيس روحاني: انه ومع هذه الظروف من يصدق بان الذين اوجدوا ودعموا ووجهوا هذه المجموعات الارهابية وزودوهم بالمعلومات والمعدات، ان يبادروا اليوم الى محاربتها بصورة حقيقية؟ ان لنا شكوكا كثيرة تجاه نواياهم لكننا واقفون الى جانب شعوب العراق وسوريا وفلسطين ولبنان وافغانستان في مكافحة الارهاب.
واضاف، اننا لم نال جهدا في دعم الشعب العراقي او سائر الشعوب، الا ان الجميع يعلم بان من تمكن من الوقوف امام داعش ليس الطائرة والقنبلة بل المرجعية الدينية في العراق التي تمكنت من الوقوف امام داعش بفتوى واحدة. لقد رأى الجميع كيف ان المرجع الديني آية الله السيستاني غیّر بفتواه ظروف العراق تماما.
واعتبر الرئيس روحاني العتبات المقدسة اي المدن الدينية للشيعة ولمسلمي العالم وبغداد، خطاً احمر واضاف، سنستخدم كل قدراتنا لمنع وقوع هذه المدن بيد الارهابيين ولن نسمح بسقوط بغداد او المدن المقدسة مثل كربلاء والنجف بيد الارهابيين.
وفي الشأن النووي والعقبات الاساسية القائمة امامها قال: ان القرار جاد من جانب ايران بمواصلة المفاوضات لحل وتسوية القضية النووية عبر التفاوض، ولا نعرف ولا نرى سبيلا سوى المفاوضات على النقيض من البعض الذين يقولون ان هنالك الكثير من الخيارات على طاولتهم وانها مزدحمة للغاية، فطاولتنا ليست مزدحمة وعليها فقط صفحات المنطق والتفاوض والاستدلال والتعاطي.
واكد قائلا، اننا لا نشك بان القضايا تحل عبر التفاوض، بل المسألة فقط هي حول الفترة اللازمة للوصول الى ذلك.