الرئيس الفرنسي يقر في منتصف ولايته بارتكاب أخطاء
Nov ٠٧, ٢٠١٤ ٠٠:٣٧ UTC
أقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الخميس، في منتصف ولايته، بارتكابه "اخطاء" ولا سيما في مكافحة ازمة البطالة في بلاده.
وفي برنامج حواري بعنوان "على الهواء مع الفرنسيين" بث عبر التلفزيون والاذاعة بمناسبة مرور عامين ونصف العامين على تسلمه مفاتيح الاليزيه لولاية من خمس سنوات، سعى هولاند، صاحب ادنى شعبية على الاطلاق في تاريخ رؤساء فرنسا، الى تحسين صورته امام مواطنيه، في لقاء بدا فيه اولا في مظهر المدافع عن النفس ثم لاحقا اكثر ارتياحا.
وقال الرئيس الاشتراكي "لقد ازددت صلابة. منذ سنتين ونصف وانا ثابت" في مواجهة المحن، وذلك بعد الانتقادات الكثيرة التي وجهت اليه، حتى من داخل معسكره، بسبب عجزه عن تحقيق اي نتائج في مواجهة الازمة الاقتصادية المستفحلة وخروج تفاصيل حياته الشخصية الى العلن.
واضاف "احاول التماسك"، وذلك ردا على الانتقادات التي وجهت الى شخصيته المتقلبة والمتذبذبة والتي اخذت مداها مع الكتاب الذي نشرته شريكة حياته السابقة التي انفصل عنها في كانون الثاني/يناير فاليري تريرفيلر.
وتابع "انا لم اصبح رئيسا للجمهورية بالقرعة (...) انا لا اتذمر ابدا، انا كائن طبيعي، قلب وروح وفكر ومشاعر وعلى ان احافظ على وضع رزين"،حسب قوله.
ورفض الرئيس الرد على الانتقادات التي وجهها اليه سلفه اليميني نيكولا ساركوزي حين أخذ عليه انه "يأكل البطاطا المقلية"، وقال "ارفض الكلام السوقي".
وفي البرنامج الحواري واجه اول رئيس اشتراكي منذ فرنسوا ميتران (1981-1995) مواطنين متضررين بدرجات متفاوتة من الازمة الاقتصادية الخانقة.
وقالت مديرة شركة صغيرة مخاطبة الرئيس في معرض حديثها عن البطالة "يا لها من فوضى! كيف وصلنا الى هنا؟".
ورد هولاند عليها بالقول "لقد ارتكبت اخطاء. من لم يفعل؟"، مضيفا "نعم كان يجب ان يكون هناك مزيدا من النمو. الجميع كان مخطئا. الجميع ظن انه سيكون هناك انتعاش"، في اشارة الى الوعد الذي قطعه في 2013 بتغيير مسار معدل البطالة من تصاعدي الى تنازلي.
وجدد هولاند التأكيد على انه لن يترشح لولاية ثانية في 2017 اذا لم ينخفض معدل البطالة بحلول ذلك التاريخ. حيث ان في فرنسا اليوم 3,4 مليون عاطل عن العمل وهو رقم قياسي.
واكد انه في الانتظار "سأمضي فترة السنتين والنصف المتبقية لي حتى النهاية (...) في اصلاح بلدي"، حسب تعبيره.
وتابع "سنقوم بكل الاصلاحات التي تجعلنا اقوى"، مشيرا بالخصوص الى مشاريع تخفيف تشريعات العمل والتي وضعها مستشاره السابق ايمانويل ماركون الذي عينه وزيرا.
وفي مقابلته التي خلت من اي اعلان مهم، تعهد هولاند بانه "لن تكون هناك ضرائب اضافية ايا كانت" اعتبارا من 2015 وحتى نهاية ولايته.
ونشر استطلاع اخر في مطلع الاسبوع واشار الى ان ثمانية فرنسيين من اصل عشرة لا يرغبون في ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017.
وتراجع شعبية هولاند التي وصلت الى مستويات قياسية يشكل عائقا كبيرا امام اليسار حيث ان زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن تتصدر نوايا التصويت في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية عام 2017 كما اظهرت استطلاعات الراي، ما قد يحصر المنافسة بين اليمين واليمين المتطرف.