موسكو تتحدى كييف بدعمها انتخابات الانفصاليين في اوكرانيا
Oct ٢٨, ٢٠١٤ ١٣:٥٦ UTC
أعلنت روسيا الثلاثاء انها ستعترف بالانتخابات التي سينظمها الانفصاليون في شرق اوكرانيا الاحد متحدية كييف قبل اجتماع للاتحاد الاوروبي مخصص لتقييم العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.
وفي وقت يتم التفاوض في العاصمة الاوكرانية بين الاحزاب الاوكرانية الموالية للغرب التي احتلت الصدارة في الانتخابات التشريعية لتشكيل ائتلاف، يعد الانفصاليون في الشرق انتخاباتهم الرئاسية والتشريعية الخاصة في الثاني من تشرين الثاني في جمهوريتيهم الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد، دونيتسك ولوغانسك.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "سنعترف بالطبع بنتائجها"، مضيفا "نأمل ان يكون تعبير الشعب حرا وان لا يأتي احد من الخارج لتعكيرها".
ولم تعترف موسكو التي يقول الغربيون وكييف انها تدعم عسكريا التمرد المسلح الموالي لروسيا، رسميا في ايار باستفتاء حول الاستقلال نظمه الانفصاليون خلافا لذلك الذي سمح بعد شهرين من ذلك بضم القرم الى روسيا.
لكن بالنسبة لوزير الخارجية الروسي فان الامر يتعلق "بتشريع السلطات" المتمردة في اطار اتفاقات مينسك التي فتحت الطريق امام وقف لاطلاق النار في الخامس من ايلول/سبتمبر ما سمح بتهدئة المعارك بدون ان يضع حدا نهائيا لها.
وينص هذا الاتفاق على منح حكم ذاتي واسع للمناطق الانفصالية وانتخابات محلية في اطار لامركزية وليس استقلالا.
وفي رد فعل على تصريحات لافروف اعتبر ديمتري كوليبا المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الاوكرانية ان هذه التصريحات "تقوض الانفراج وعملية السلام مع اضعاف الثقة في روسيا بصفتها شريكا دوليا موثوقا به".
وادت الازمة الاوكرانية مع اطاحة الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش وضم القرم والنزاع المسلح في شرق اوكرانيا الى تدهور العلاقات بشكل غير مسبوق بين موسكو والدول الغربية منذ العام 1991.
وتحت وطأة العقوبات التي تستهدف خصوصا مصارفها الكبرى وقطاعها النفطي الحيوي بات الاقتصاد الروسي على شفير الانكماش. وسجل الروبل اليوم الثلاثاء تدهورا قياسيا جديدا مقابل اليورو والدولار الاميركي واقر وزير الاقتصاد اليكسي اوليوكاييف بان الظاهرة كان لها انعكاس مباشر على الاسعار مع تضخم تجاوز معدله ال8%.
والثلاثاء من المقرر ان يجري سفراء دول الاتحاد الاوروبي تقييما للعقوبات، لكن تخفيفها امر غير مرجح كثيرا بينما تكثفت المعارك مجددا منذ بداية الاسبوع.
واعلن المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو مقتل جنديين اخرين في الشرق وقال ان القوات الاوكرانية اضطرت للانسحاب من "نقطة المراقبة 32"، وهي منطقة في لوغانسك حيث قتل اكثر من عشرة عسكريين منذ ايلول.
وفي دونيتسك المعقل الرئيسي للانفصاليين يسمع دوي اطلاق نار الثلاثاء مصدره المطار الذي يبقى احدى النقاط الساخنة على خط الجبهة.
ويبدو ان اجتماعا اخر سيكون صعبا هو الذي يتعلق بالمحادثات الاربعاء في بروكسل الرامية الى ترتيب وضع امدادات اوكرانيا بالغاز الروسي المنقطعة منذ حزيران.
واذا اتفق الطرفان على سعر موقت، فان تسوية الديون المترتبة على اوكرانيا جراء مشتريات الغاز تبقى مسالة شائكة. واعرب وزير المالية الاوكراني اولكسندر شالباك عن "انطباعه بان لا احد يريد التوصل الى اتفاق".
والنزاع قد يؤدي الى ارباك الامدادات الاوروبية لكنه قد يفاقم ايضا الازمة الاقتصادية والمالية في اوكرانيا.
وكانت روسيا اعتمدت لهجة تصالحية الاثنين بعد الانتخابات التشريعية واقرت بصحتها ورحبت فعليا بفوز انصار الحل السلمي للنزاع.
وبعد فرز 93% من الاصوات الثلاثاء تأكد فوز القوى الموالية للغرب. ويتوقع ان تتوصل بسرعة الى اتفاق على ائتلاف يكلف اجراء اصلاحات في البلاد لتقريبها من الاتحاد الاوروبي والسعي الى اخراجها من ازمة اقتصادية ومالية كبيرة تفاقمت بفعل النزاع.
ويبدو رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك المعروف بمواقفه المتشددة تجاه موسكو، في موقع قوة لاسيما ان حزبه الجبهة الشعبية احتل الطليعة (22,2%) في استطلاعات الرأي لدى الخروج من صناديق الاقتراع فيما حصلت حركة الرئيس بترو بوروشنكو على 21,8%.
ويحتاج هذان التشكيلان الى حلفاء آخرين لتحقيق اغلبية ولا سيما حزب ساموبوميتش (11% من الاصوات) الذي يضم خصوصا ناشطين شبانا يتحدرن من حركة احتجاج الميدان.
لكن زعيم هذا الحزب اندري سادوفي قال انه لن يشارك في اي مفاوضات في الوقت الراهن وانه سيبت في مسألة المشاركة وفق برنامج وليس وعود بمقاعد في الحكومة.
ويبقى تكتل المعارضة لحلفاء الرئيس السابق الموالي لروسيا يانوكوفيتش في الجمعية الوطنية مع 9,3% من الاصوات على عكس الحزب الشيوعي (3,8%).
ولن يعرف توزيع مقاعد البرلمان بدقة قبل انتهاء فرز الاصوات بالكامل في الدوائر بسبب طريقة الاقتراع المعقدة.