الولايات المتحدة تريد تعزيز التعاون الامني مع باكستان
Jan ١٣, ٢٠١٥ ١٢:٥٣ UTC
أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي في اسلام اباد الثلاثاء ان بلاده تريد تعزيز التعاون الامني مع باكستان لدعمها في مكافحة مجمل الجماعات المسلحة الناشطة على اراضيها.
وقال كيري "لا بد من التنويه بالقوات الباكستانية لعملياتها الجارية في شمال وزيرستان ومناطق اخرى. هذه العمليات اعطت نتيجة لكن لا تخطئوا، فهذا عمل صعب وهذا العمل لم ينته".
وتابع "كلنا مسؤولون عن ضمان ان لا يتمكن هؤلاء المتطرفين بعد الان من اتخاذ مراكز لهم في هذا البلد او في اي مكان اخر".
وردا على العملية العسكرية شن عناصر من حركة طالبان في 16 كانون الاول/ديسمبر هجوما على مدرسة في بيشاور (شمال غرب) معظم تلاميذها من ابناء العسكريين وقتلوا 150 شخصا بينهم 134 تلميذا.
وقال كيري ان هذا الهجوم الذي يعتبر الاكثر دموية في تاريخ باكستان وهجمات باريس التي استهدفت صحيفة شارلي ايبدو الساخرة ومتجر اغذية يهودي في باريس الاسبوع الفائت "تذكر بمدى خطورة السماح لمتطرفين باقامة منطقة خاصة بهم والتحرك انطلاقا من هذه المنطقة". ويتوجه كيري الجمعة الى العاصمة الفرنسية.
وكان من المقرر ان يزور كيري الثلاثاء بيشاور على بعد 150 كيلومتر من العاصمة اسلام اباد، لكن السلطات الاميركية الغت هذه المحطة من الزيارة بسبب رداءة الطقس.
وغادر كيري اسلام اباد بعد ظهر الثلاثاء متوجها الى اوروبا حيث سيلتقي مسؤولين فرنسيين ويبحث معهم تبعات الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة.
وتشهد العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة توترا كبيرا وقد اتهم مسؤولون في واشنطن اسلام اباد في الماضي ب"الازدواجية" في "الحرب ضد الارهاب" من خلال دعمها لمجموعات من طالبان تقاتل في افغانستان مثل "شبكة حقاني" وتحركها ضد مجموعات اخرى من طالبان تقاتل السلطات في اسلام اباد.
وشدد كيري بهذا الصدد الثلاثاء على اهمية التصدي لجميع المجموعات المسلحة بما فيها "شبكة حقاني" و"عسكر طيبة" الضالعة في اعتداءات في الهند، من اجل احلال السلام في المنطقة.
واكد وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز ان "البنية التحتية لشبكة حقاني دمرت بالكامل في شمال وزيرستان" منذ بدء العملية في المنطقة وان "قدرتها على العمل انطلاقا من هنا (لتوجيه ضربات) في افغانستان اختفت بالكامل تقريبا".
ويعتبر التعاون بين باكستان وافغانستان لمكافحة الجماعات الاسلامية المسلمة الناشطة على جهتي الحدود امرا محوريا لا سيما بعد مغادرة قوات الحلف الاطلسي في اواخر كانون الاول/ديسمبر، تاركة الجيش الافغاني بمفرده في مواجهة تمرد طالبان.
وردا على هجوم بيشاور كثفت باكستان ملاحقاتها لعناصر طالبان المحليين ورفعت التجميد عن عقوبة الاعدام في قضايا الارهاب واجازت انشاء محاكم عسكرية لهذه القضايا.
وتخلل زيارة كيري الثلاثاء تنفيذ السلطات الباكستانية عقوبة الاعدام شنقا بسبعة محكومين، ما رفع الى 16 عدد الاعدامات منذ قرار رفع تجميد عقوبة الاعدام في منتصف كانون الاول/ديسمبر.
واعدم الثلاثاء رجلان لدورهما في محاولة اغتيال الرئيس السابق برويز مشرف الذي حكم بين 1999 و2008، وثلاثة لاعمال عنف طائفية، وواحد لهجوم على القنصلية الاميركية في كراتشي (جنوب) عام 2003 واخر لقتله محام.
واكدت منظمة العفو الدولية وجود 8000 محكوم بالاعدام حاليا في سجون باكستان. وتتوقع السلطات تنفيذ الحكم في 500 محكوم امام محاكم مكافحة الارهاب.
وواجه قرار معاودة تطبيق عقوبة الاعدام انتقادات من منظمات حقوقية وحتى الاتحاد الاوروبي الشريك التجاري الاول لباكستان الذي اعتبر ان "عقوبة الاعدام ليست اداة فعالة لمكافحة الارهاب".
وصادق النواب الباكستانيون الاسبوع الفائت على انشاء محاكم عسكرية جديدة لمقاضاة مدنيين في اعمال ارهاب رغم معارضة الاحزاب الاسلامية وبعض التقدميين.