مساعي اخيرة لقادة بريطانيا لكسب الاصوات عشية الانتخابات
May ٠٦, ٢٠١٥ ٠٩:١٩ UTC
بدأ الزعماء السياسيون في بريطانيا اليوم الاخير من حملتهم الاربعاء عشية الانتخابات التي تحتدم فيه المنافسة بشكل غير مسبوق ويصعب التكهن بنتائجها حيث ان تشكيلة الحكومة المقبلة ستكون رهنا بتحالفات ومشاورات مكثفة.
ففور المحافظين قد يزيد من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لان كاميرون وعد باجراء استفتاء حول العضوية، فيما حذر عدد من قادة الشركات والمستثمرين من ان وصول العمال قد يضر بالاقتصاد.
اما نائب رئيس الوزراء نيك كليغ، زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي الوسطي الذي يشارك في ائتلاف مع المحافظين منذ خمس سنوات، فالمح الى احتمال اجراء انتخابات اخرى هذا العام.
وقام كل من كاميرون وميليباند اللذين يتساويان تقريبا في استطلاعات الرأي، جولات في البلاد في مساع اخيرة لكسب الاصوات.
وكتب كاميرون في صحيفة تايمز الاربعاء "مستقبل بريطانيا على المحك، سيكون من المؤسف ان نرمي كل العمل الشاق في السنوات الخمس الماضية ونعود الى المربع الاول".
ويصر كل من كاميرون وميليباند على انهما يسعيان للحصول غالبية واضحة في مجلس العموم المكون من 650 مقعدا تمكنهما من الحكم منفردين، لكن الانظار تتوجه بازدياد الى التحالفات الممكنة مع احزاب اصغر.
واقر كاميرون على ما يبدو بامكانية عقد ائتلاف جديد او تشكيل حكومة اقلية، وذلك في مقابلة مع اذاعة بي.بي.سي.
وقال "الناس يعرفون معي انه في 2010 لم نحصل على غالبية، وضعت البلاد اولا، شكلت حكومة ائتلاف للمرة الاولى منذ 70 عاما لانني اردت ان اتي بحكومة قوية ومستقرة".
ويبدو ان المحافظين يتجهون للتحالف مع الليبراليين الديموقراطيين بزعامة كليغ، الذي يشكلون معه حكومة ائتلاف منذ 2010.
وفيما استبعد ميليباند اي صفقة رسمية مع الحزب القومي الاسكتلندي المؤيد للاستقلال، يعتقد ان الحزب يمكنه انه يشكل حكومة اقلية مع حزب العمال.
وترك الليبراليون الديموقراطيون الاحتمالات مفتوحة امام دعم المحافظين او العمال، وقال القوميون الاسكتلنديون انهم لن يدعموا المحافظين، فيما يبدو من غير المرجح فوز حزب الاستقلال البريطاني المعارض للاتحاد الاوروبي باكثر من بضعة مقاعد.
والامر الوحيد المؤكد هو ان الحزب القومي الاسكتلندي سيحقق مكاسب كبيرة وسيفوز بغالبية المقاعد في اسكتلندا على حساب العمال، مما سيجلب تغييرا على المشهد السياسي لبريطانيا ويزيد من احتمالات استقلال اسكتلندا.
ويبدو ان المشاورات لتشكيل حكومة ستكون معقدة. وتفجر نقاش ساخن حول الشرعية السياسية علما بان الحزب الذي يفوز باكبر عدد من المقاعد ربما لا يكون هو الحاكم.
وسيكون الاختبار الكبير الاول للحكومة الجديدة عندما يصوت البرلمان على برنامجه التشريعي بعد خطاب الملكة في 27 ايار/مايو وهو تصويت على الثقة بحكم الامر الواقع.
وتفتح مراكز الاقتراع ابوابها الخميس في الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش وتغلق في 21:00 بتوقيت غرينتش. وتنشر نتائج استطلاعات الخروج فورا، وتبدأ النتائج الاولية بالظهور حوالى منتصف الليل، فيما يتوقع صدور النتائج النهائية بعد ظهر الجمعة.
ويدلي البريطانيون باصواتهم في نحو 50 الف مركز اقتراع منتشرة في كافة انحاء بريطانيا وفي امكان غير اعتيادية مثل الحانات ومنازل نقالة ومرائب سيارات.
وتم تسليم اولى صناديق الاقتراع الى مناطق نائية من بريطانيا مثل جزيرة راثلين قبالة السواحل الشمالية الشرقية لايرلندا الشمالية.
وفي آخر استطلاع للرأي اجرته هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي حصل حزب المحافظين على 34% من الاصوات يليه العمال مع 33% وحزب الاستقلال البريطاني على 14% والليبرالي الديموقراطي على 8% فقط.
غير ان تلك النسب ليست مؤشرا جيدا لنتائج الانتخابات في بريطانيا بسبب النظام الذي يحتسب النتائج فقط في الدوائر المنفردة وليس في التصويت الاجمالي.