كيري في الرياض لبحث اقرار «هدنة انسانية» في اليمن

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء خلال زيارته جيبوتي انه سيبحث في السعودية اقرار "هدنة انسانية" في العدوان العسكري ضد اليمن من اجل تسهيل وصول المساعدات الانسانية.

وقال كيري امام صحافيين في جيبوتي حيث يختتم جولة افريقية "ساكون في السعودية هذا المساء وسنتباحث في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها"، معربا عن "القلق الشديد حيال الوضع الانساني في اليمن"، على حد قوله.

واضاف "انا واثق من رغبتها في اقرار هدنة"، في اشارة الى السلطات السعودية التي تقود التحالف المعادي ضد اليمن.

وقال "نامل بان ينضم التحالف الى الامم المتحدة والاسرة الدولية لايجاد سبل من اجل ايصال المساعدات"، بحسب كيري.

ومضى يقول "في الوقت الحالي، الازمة الطارئة هي الوضع الانساني"، معلنا في الوقت نفسه عن مساعدة انسانية بقيمة 68 مليون دولار الى اليمن.

وكان تحالف عربي بقيادة السعودية بدأفي اواخر اذار/مارس بشن غارات معادية على اليمن بما فيها العاصمة صنعاء.

وحذر منسق الشؤون الانسانية لليمن في الامم المتحدة يوهانس فان در كلاو السبت من النفاد السريع لمخزون الوقود والاغذية في البلاد ما يثير المخاوف من انهيار سريع للبنى التحتية الاساسية "في غضون ايام".

وصرح في جيبوتي حيث ينتظر امكانية العودة الى اليمن، ان "الخدمات التي ما زالت قائمة في البلاد على مستوى الصحة والمياه والغذاء تتضاءل نتيجة انعدام النفط".

وكان كيري كذلك في جيبوتي بعد زيارة من ثلاثة ايام الى كينيا تخللتها زيارة خاطفة الى العاصمة الصومالية مقديشو. فهذه البلاد في القرن الافريقي لم تشهد اي زيارة لوزير خارجية اميركي منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991.

وفي مقديشو حيث شهد الاميركيون قبل اكثر من 20 عاما فشلا عسكريا، اشاد كيري الذي بقي في المطار المحصن لدواع امنية ب"تقدم" البلاد.

وشكر الوزير الاربعاء جيبوتي على مساعدتها للرعايا الاميركيين الذين فروا من اليمن المجاور.

وبسبب الجغرافيا، حيث تقع البلاد على ضفاف مضيق باب المندب الاستراتيجي، تشارك جيبوتي منذ اسابيع في الصف الاول في جهود معالجة التبعات الانسانية لحرب اليمن.

وفر اكثر من 500 اميركي وعائلاتهم من اليمن بحرا ومروا في جيبوتي في طريقهم الى الولايات المتحدة بحسب واشنطن.

كما شكر كيري البلاد لمشاركتها في مكافحة حركة الشباب في الصومال المجاورة.

وصرح "نظرا الى موقعها الاستراتيجي وقربها من مناطق الازمات (...) باتت جيبوتي في الصف الاول في جهود مكافحة الارهاب". واضاف "سنواصل العمل والتعاون الوثيق مع حكومة جيبوتي على استراتيجيات مكافحة الارهاب في مجمل افريقيا الشرقية وشبه الجزيرة العربية".

وجيبوتي المستعمرة الفرنسية تضم عددا من القواعد العسكرية الاجنبية ومنها قاعدة ليمونيه، القاعدة العسكرية الاميركية الوحيدة في القارة الافريقية، والتي تنطلق منها طائرات بلا طيار في عمليات مكافحة حركة الشباب في الصومال.

كما تشارك مباشرة في مكافحة الشباب نظرا الى انها مساهم رئيسي في قوة الاتحاد الافريقي التي تحاربهم في الصومال.

وسبق ان واجهت جيبوتي تبعات مشاركتها، حيث تعرضت في 2014 لهجوم تبنته الحركة المسلحة التي تنفذ تمردا مسلحا في الصومال منذ 2007. واستهدف الهجوم مطعما في العاصمة واسفر عن مقتل شخص.

بعد السعودية يتوجه كيري الى فرنسا حيث سيلتقي نظرائه في مجلس التعاون ويشارك في احتفالات الذكرى الـ70 لانتصار الحلفاء على المانيا النازية في 8 ايار/مايو 1945، بحسب الخارجية الاميركية.