الامم المتحدة تدعو الى توزيع اللاجئين في الاتحاد الاوروبي
Sep ٠٤, ٢٠١٥ ٠٣:٢١ UTC
يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا اليوم الجمعة في لوكسمبورغ للبحث في ازمة المهاجرين بعد الصدمة التي سببتها صورة طفل مات غرقا في البحر ودعوة من الامم المتحدة الى توزيع عادل لمئتي الف من طالبي اللجوء في الاتحاد.
وقبل الاجتماع الاوروبي في لوكسمبورغ، اطلقت فرنسا والمانيا الخميس مبادرة تشكل منعطفا في معالجة ازمة الهجرة من اجل "تنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل في اوروبا" للعائلات الهاربة خصوصا من الحرب في سوريا.
وفي بريطانيا ذكرت الصحف ان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يواجه انتقادات بسبب تقصيره في المشاركة في تسوية الازمة وعبر عن "تأثره الشديد" بصورة الطفل السوري، سيعلن اليوم الجمعة ان المملكة المتحدة ستستقبل "آلاف" اللاجئين السوريين الاضافية لتؤدي لندن بذلك "واجباتها الاخلاقية".
ودعا المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس الجمعة الى توزيع مئتي الف طالب لجوء على الاقل في الاتحاد الاوروبي وطلب الزام كل دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج.
وقال ان "الاشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة (...) يجب ان يستفيدوا بعد ذلك من عملية ايواء جماعية بالمشاركة الالزامية لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي"، موضحا ان "تقديرات اولية تشير الى الحاجة لرفع امكانيات الايواء الى مئتي الف مكان".
واضاف "انها ازمة لاجئين وليس مجرد ظاهرة للهجرة" لان غالبية القادمين الى اليونان قادمون من دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وافغانستان، مؤكدا ان الطريقة الوحيدة لحل المشكلة هي وضع "استراتيجية مشتركة تستند الى المسؤولية والتضامن والثقة".
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تحدثت الخميس عن "حصص الزامية" بينما اشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "آلية دائمة واجبارية".
وقالت الرئاسة الفرنسية ان هذه المبادرة الفرنسية الالمانية تهدف ايضا الى "ضمان عودة اللاجئين غير الشرعيين الى بلدانهم وتقديم الدعم والتعاون الضروريين مع البلدان الام ودول العبور".
* اجتماع في لوكسمبورغ
ويعقد وزراء الخارجية الاوروبيون الجمعة في لوكسمبورغ لبحث هذا الملف في حين تجتمع اربع دول من شرق اوروبا مترددة في فتح حدودها وتعارض نظام الحصص في براغ ما ينذر بتعميق الانقسامات.
وقد حذر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في خطاب امام سفراء الاتحاد الاوروبي الخميس من "تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه" بشأن استقبال اللاجئين. وقال "اعذروني على التبسيط لكن يبدو كما لو ان هناك تقسيما بين شرق الاتحاد الاوروبي وغربه".
واضاف ان "بعض الدول الاعضاء لا تفكر الا بتطويق موجة المهاجرين وهذا ما يرمز اليه السياج المثير للجدل في المجر بينما يريد آخرون مزيدا من التضامن عبر الدفاع (...) عما يسمى حصصا الزامية".
اما رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان فقد حذر في مقال نشرته صحيفة المانية الخميس من ان تدفق اللاجئين الى اوروبا "ومعظمهم من المسلمين" يهدد الهوية المسيحية للقارة وهو ما اعترضت عليه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اوروبا بتحويل البحر المتوسط الى "مقبرة للمهاجرين".
وقد بكت مارغوت فالستروم وزيرة خارجية السويد مساء الخميس في برنامج حواري تلفزيوني لدى مشاهدتها صورة الطفل السوري.
وفي كندا حيث يعيش اقرباء للطفل، اعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك فيليب كويار ان كيبك على استعداد لاستقبال "مئات وحتى آلاف" اللاجئين السوريين، داعيا الاحزاب السياسية الكندية الى التعبير بوضوح عن موقفها من هذه المسالة.
ومسالة التوزيع العادل لحصص المهاجرين بين الدول الاوروبية ستكون من ضمن اولويات المفوضية الاوروبية التي ستكشف في التاسع من ايلول/سبتمبر امام البرلمان الاوروبي غي ستراسبورغ عن مقترحات جديدة.
وتريد المفوضية انشاء الية دائمة للتوزيع لكن ازاء الوضع العاجل خصوصا في المجر وايطاليا واليونان سيطلب رئيس المفوضية جون كلود يونكر من الدول الاعضاء "توزيع 120 الف لاجىء اضافي بشكل عاجل داخل الاتحاد الاوروبي"، بحسب مصدر اوروبي.
وهي مهمة لن تكون سهلة نظرا للاعتراضات المعلنة من العديد من الدول على طلب سابق للمفوضية لاستقبال 40 الف طالب لجوء وصلوا الى اليونان وايطاليا.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان "لا احد يريد البقاء في المجر او سلوفاكيا او بولندا او استونيا. جميعهم يريدون التوجه الى المانيا"، معلنا رفضه لنظام الحصص.
وفي بروكسل انتقدت المجر والنمسا المانيا التي قررت التوقف عن طرد طالبي اللجوء السوريين الى الدول التي دخلوا منها الى الاتحاد الاوروبي.
وتشهد المانيا توترا داخليا مع تزايد الهجمات في شرق المانيا التي يشتبه بانها اكثر عنصرية من باقي البلاد.
ومن المقرر ان يبحث وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في 14 ايلول/سبتمبر في تعديل اتفاقيات دبلن التي تنظم عملية التكفل باللاجئين في الاتحاد الاوروبي.
ووصل اكثر من 230 الف مهاجر الى اليونان بحرا منذ بداية العام، مقابل 17 الفا و 500 مهاجر في الفترة ذاتها من 2014، بحسب مساعد وزير البحرية التجارية اليوناني نيكوس زويس.
واضاف ان "اكثر من ثمانين بالمئة من هؤلاء القادمين الذين سجلهم خفر السواحل لاجئون".