بدء سريان وقف اطلاق نار هشّ في جنوب السودان

بدأ رسميا سريان وقف اطلاق النار بموجب اتفاق السلام الموقع بين جيش جنوب السودان والمتمردين، عند منتصف ليل السبت (21,00 تغ)؛ ولكنه يبدو هشا حيث تبادل الجانبان الاتهامات بالاستمرار في القتال.

وكان الجانبان قد توصلا الى اتفاق سلام لانهاء الحرب الاهلية التي استمرت 20 شهرا؛ ونص الاتفاق على سريان "وقف دائم لاطلاق النار" بعد 72 ساعة من توقيع الاتفاق.

وخلال نهار السبت تبادل جيش جنوب السودان والمتمردون الاتهامات ببدء معارك جديدة في شمال شرق البلاد. وتعذر على الفور التاكد من احترام وفق اطلاق النار ميدانيا.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب اغير في مؤتمر صحافي "هاجم متمردو رياك مشار (النائب السابق لرئيس جنوب السودان) يوم الجمعة منطقة ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية)؛ وتجدد القصف على ملكال صباح السبت" مضيفا "رغم بدء مفاوضات السلام يحق للجيش الدفاع عن نفسه لحماية ملكال والمناطق المحيطة التي تضم مواقع الجيش".

من جانبه قال المتحدث باسم المتمردين جيمس قاديت داك لوكالة فرانس برس ان "معارك كانت جارية السبت في ملكال بدأها جيش جنوب السودان؛ وكان يريد الاستيلاء على المنطقة قبل بدء سريان وقف اطلاق النار."

كما اصدر المتمردون بيانا أكدوا فيه "اننا نشتبه بأن تكون القوات الحكومية تُعد لهجوم واسع على قواعدنا حول ملكال؛ كما هاجموا قواعدنا في ولاية الوحدة الجنوبية النفطية" مضيفا "انه انتهاك لاتفاق السلام واعلان وقف اطلاق النار".

وأصدر مشار في إعلان لوقف اطلاق نار دائم، أوامر لقواته بوقف اطلاق النار إعتبارا من منتصف ليل السبت. كما أمر سلفاكير في مرسوم رئاسي الخميس، جيش جنوب السودان بوقف المعارك اعتبارا من منتصف ليل السبت أيضا.

وقد تم التوقيع على "اتفاق تسوية النزاع في جنوب السودان" في الـ 17 أب/اغسطس الجاري في أديس أبابا من قبل زعيم المتمردين رياك مشار؛  ثم الاربعاء الـ 26 من الشهر نفسه في جوبا من قبل رئيس الدولة سلفاكير. وينص الاتفاق على دخول وقف دائم لاطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارا من 72 ساعة بعد توقيعه اي السبت، واتخاذ "تدابير لفك الاشتباك وانسحاب القوات من ساحة العمليات" في الفترة نفسها.

ولم تصمد عدة اتفاقات لوقف اطلاق النار موقعة بين الجانبين في اديس ابابا. واعلن عدد من قادة المتمردين انشقاقهم مؤخرا مؤكدين رفضهم لاي اتفاق سلام. وقالت سلطات جنوب السودان ان قسما من قوات التمرد لم يعد تحت سيطرة مشار بسبب الانشقاقات؛ ما يجعل وقف اطلاق النار واتفاق السلام غير قابل للتطبيق.

ولدى توقيعه الاتفاق اعرب كير علنا عن عدم ارتياحه لهذا "السلام المفروض" معربا عن 16 "تحفظا" على بنود الاتفاق، منها تلك التي تتعلق بآلية تقاسم السلطة مع المتمردين، ما يثير شكوكا حول ارساء السلام في جنوب السودان قريبا.

وكانت دولة جنوب السودان اعلنت استقلالها في تموز/يوليو 2011 بعد نزاع طويل مع الخرطوم استمر عقودا. والحرب التي اندلعت في نهاية عام 2013 بين حكومة جنوب السودان والمتمردين، اسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى، ونزوح 2,2 مليون شخص.