مواضع سياسية جديدة لأمريكا والغرب حول الأزمة السورية

شهدت هوامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك محاولات عدة لحل الخلافات بين موسكو والغرب حول الازمة السورية.

فمن بين الدول الاوروبية، انتقدت فرنسا الدعم الروسي لنظام الاسد في مواجهة القوات التكفيرية والعناصر المسلحة الارهابية في سوريا، فيما اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو بعدم الجدية في مكافحة الجماعات المسلحة وتنظيم "داعش" بسوريا.

وقال فابيوس إن الروس "يتحدثون كثيراً لكنني استطيع القول انهم لم يتعهدوا بأي خطط ضد الدولة الإسلامية" حسب تعبيره.

كاميرون يقول إن بقاء الأسد في السلطة ممكن لفترة انتقالية

الى جانب موقف فرنسا التي كانت هي نفسها احدى من داعمي الجماعات المسلحة والتدخل الخارجي في سوريا، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء إن بلاده ستقبل ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لفترة انتقالية لكن ليس لمدة طويلة.

وقال كاميرون: "ما تقوله أمريكا.. وأوافق عليه.. هو أننا بحاجة لفترة انتقالية.. لكن الواضح هنا أنه بانتهاء هذه الفترة لا ينبغي أن يكون الأسد رئيساً لسوريا".

واتفقت روسيا والولايات المتحدة على البحث عن حل دبلوماسي للازمة السورية لكنهما اختلفتا بشأن السؤال المحوري الخاص ببقاء الأسد في السلطة.

وقال كاميرون "حتى الآن المشكلة هي أن روسيا وإيران لا تفكران في سوريا بدون الأسد"، مضيفاً أنه سيعمل مع أي بلد من أجل هزيمة مسلحي "داعش"، حسب تعبيره.

وتابع رئيس الوزراء البريطاني "في النهاية وأيا كان مدى تباعد مواقفنا.. سواء مع الإيرانيين أو الروس فإن لهذين البلدين نفوذاً فيما يحدث بسوريا ويجب علينا إقناعهما".

وفي هذه الاثناء جاءت السعودية، التي تواجه حالياً انتقادات دولية بسبب مأساة منى، بموقف حاد ضد الحكومة السورية واعتبر وزير خارجيتها عادل الجبير أمس الثلاثاء في نيويورك ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يرحل او ان يواجه "خياراً عسكرياً".

ورفض الجبير بصراحة وعلى هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، المبادرات الدبلوماسية لروسيا الداعمة للنظام السوري والتي دعت الى قيام تحالف دولي ضد تنظيم "داعش".

وزير الدفاع الاميركي يوافق على التواصل مع الروس لتجنب اي حادث في سوريا

واما امريكا، فاعلن البنتاغون الثلاثاء ان وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر وافق على اقامة خطوط تواصل بين العسكريين الامريكيين والروس لتجنب اي حادث في سوريا حيث نشرت موسكو في الاونة الاخيرة قوات في غرب سوريا ولم تستبعد ان تشن بدورها ضربات ضد الارهابيين.

وافاد الامريكيون ان الروس نشروا في سوريا 34 مقاتلة في قاعدة جوية اقاموها في محافظة اللاذقية.

واشنطن تتوقف لفترة عن تدريب المعارضة السورية

من جانب آخر، اعلنت وزارة الدفاع الامريكية الثلاثاء انها سوف تتوقف لفترة عن تدريب وتجهيز مسلحي المعارضة السورية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "لقد توقفنا لبعض الوقت" في نقل مجندين الى مراكز التدريب في تركيا والاردن.

واضاف ان الجيش "سيواصل تجنيد" مرشحين في المستقبل بهدف استئناف عمليات التأهيل.

وكان من المقرر ان يشمل هذا البرنامج لتأهيل وتجهيز مسلحي المعارضة السورية الذي بدأته الولايات المتحدة مطلع العام مع 500 مليون دولار، حوالي خمسة الاف مسلح سنوياً، لكنه لم يشمل حتى الان سوى مجموعتين من 54 و70 مسلحاً، حسب ارقام البنتاغون.

فهذه القوات اداة مصطنعة امريكية للتدخل في شؤون سوريا الداخلية بذريعة مكافحة عناصر "داعش" والجماعات الارهابية التي دخلت سوريا في ظل الدعم الامريكي الغربي.

ميركل تحذر من أخطار إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا

على صعيد منفصل وحول ازمة اللاجئين حذرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يوم الثلاثاء من ان إقامة "منطقة آمنة" للاجئين في شمال سوريا قد يجعلهم عرضة لخطر القتل لتنأى ببلدها عن اقتراح تركي.

وجاء هذا الموقف بعدما قالت فرنسا يوم الاثنين إنها ستبحث مع شركائها في الأيام القادمة اقتراحاً طرحته تركيا وأعضاء من المعارضة السورية بإقامة "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا.

وعبرت ميركل التي كانت تتحدث لمشرعين من حزبها في برلين عن مخاوفها من الاخطار التي قد تنجم عن محاولة اقامة مثل هذه المنطقة متجاهلة ان مثل هذه الخطوات تعتبر تدخلاً سافراً في شؤون بلد آخر كما تعتبر خرقاً للقوانين الدولية.

وقالت ميركل "اذا لم نتمكن من ضمان الامن فسوف ينشأ وضع سيكون اسوأ من سربرينتشا." وكانت تشير إلى المذبحة التي تعرض لها نحو 8 الاف مسلم على أيدي القوات الصربية عام 1995.