لا يمكن للآباء أن يزيدوا من ذكاء أطفالهم مهما فعلوا
Nov ٠٢, ٢٠١٤ ٠٤:١٦ UTC
قد يكون من المفيد أن يوطد الآباء علاقتهم مع أطفالهم، من خلال مشاركتهم وجبات العشاء مثلاً، وتبادل النقاشات معهم، ورواية الحكايات لهم قبل نومهم، إلا أن ذلك -عكس الاعتقاد الشائع- لا يزيد من ذكاء الأطفال، بحسب دراسة حديثة وجدت أنه ما من شيء يمكن للآباء فعله لتنمية الذكاء عند أطفالهم.
ويدور جدل علمي منذ القدم عما إذا كان الذكاء ملكة موروثة بشكل كامل أم أنه يتأثر بالحياة الاجتماعية للإنسان، ويجمع عدد كبير من الدراسات السابقة على أثر ما أسمته "التنشئة الاجتماعية الأبوية" في مستقبل الطفل، وتفترض أن علاقة الآباء الجيدة مع أطفالهم يمكن أن تجعلهم أكثر ذكاء.
إلا أن دراسة حديثة، نشرت نتائجها في مجلة Intelligence، وجدت نقطة ضعف في تلك الدراسات تكفي لتنقض كل ما توصلت إليه من نتائج، حيث إن جميعها اعتمد على آباء بيولوجيين للأطفال الذين تمت دراستهم، وهو ما لا ينفي العامل الوراثي الذي له الدور الأكبر في الذكاء، بحسب الباحثين.
ولهذا السبب أجرى الباحثون اختباراتهم على أطفال تم تبنيهم وتربوا منذ ولادتهم مع آباء غير بيولوجيين، أخضعوهم لاختبارات IQ تقيس معدل الذكاء لثلاث مرات خلال حياتهم، أولها في سنوات الدراسة الأولى، ثم في سنوات الدراسة العليا، ومرة ثالثة بين الـ 18 والـ 26 عاماً، ووجدوا أن تصرفات وأفعال الآباء لأطفالهم لا تؤثر على ذكائهم مطلقا.
ويشرح البروفيسور كيفن بيفر مؤلف الدراسة هذه النتائج بالقول: "وجدت الدراسات السابقة أن اعتناء الآباء بأطفالهم يجعلهم أكثر ذكاء، إلا أن الحقيقة أن الآباء الأكثر ذكاء هم من يعتنون بأطفالهم، في حين أن وراثة الأطفال للذكاء تتم من خلال الجينات لا العلاقات الاجتماعية".
ورغم هذه النتائج، فإن دور العلاقة الاجتماعية الجيدة للآباء مع أطفالهم يبقى كبيرا في صقل شخصية أطفالهم، والحفاظ على صحتهم النفسية، وحتى الجسدية، وإن لم يرتبط مباشرة بمستوى الذكاء، بحسب الباحثين.
كلمات دليلية