1069- سورة البروج، الآيات 1 الى 11
نهج الحياة – 1069
تفسير موجز للآيات 1 الى 11 من سورة البروج
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. مستمعينا الأفاضل في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" عبر أثير إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
ها أنتم وحلقة أخرى من هذا البرنامج حيث سنقدم لحضراتكم فيها تفسيراً موجزاً من سورة البروج المباركة إبتداءً بالإستماع الى تلاوة آياتها الأولى حتى التاسعة فلنصغي معاً خاشعين على بركة الله..
بسم الله الرحمن الرحيم.. وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ{1} وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ{2} وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ{3} قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ{4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ{5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ{6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ{7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{9}
كلمة "بروج" أيها الكرام، جمع برج بمعنى الواضح والظاهر، مثلما أن "التبرج" يعني إظهار الزينة، ويقال للبناء المرتفع، برج، لأنه بارز وواضح مقارنة بالأبنية المحيطة به. والمقصود من البروج في هذه الآية، نجوم السماء التي تلمع وتظهر عن بُعد كالبرج المرتفع.
وبالنسبة لآية "وشاهد ومشهود" فقد ذكر في التفاسير ما يقارب الثلاثين مصداقاً من بينها أن الشاهد هو الله تعالى والمشهود هو ما سوى الله، فيكون القسم، قسماً بالخالق وبكل الوجود.
وقد روي عن الإمام الحسن (ع) أن الشاهد هو النبي الأكرم (ص) واستدل بقوله تعالى (إنا أرسلناك شاهداً) والمشهود هو يوم القيامة ودليل ذلك قوله تعالى (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).
و"الأخدود" إخوتنا الأفاضل، هو الحفرة العميقة والمقصود بأصحاب الأخدود، الذين حفروا حفرة عميقة في الأرض وأضرموا فيها ناراً عظيمة ثم ألقوا المؤمنين فيها وأحرقوهم وهم أحياء.
ومن تعاليم هذه الآيات المباركات أولاً: كل الوجود له مكانة عند الله ويستحق القسم به.
ثانياً: يجب إعلان البراءة والنفور من الظالم.
ثالثاً: المهم هو نقل العبرة عند سرد التاريخ، لا نقل التفاصيل (فلم يذكر الله شيئاً عن تفاصيل أصحاب الأخدود)
رابعاً: إرتكاب الذنب قبيح؛ ولكن قساوة القلب والمراقبة والرضا بالذنب أقبح.
خامساً: منطق الكفار هو التهديد والإنتقام.
سادساً: ليعلم الكافرون أن الله العزيز هو حامي المؤمنين وأن عنده القدرة على الإنتقام.
وسابعاً: الحكومة الإلهية مصاحبة لعلمه وحضوره عز اسمه.
أما الآن، أحبة الخير، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيتين العاشرة والحادية عشرة من سورة البروج المباركة..
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ{10} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ{11}
كلمة "فتنة" لغةً تعني وضع الذهب في النار لتخليصه من الشوائب؛ واصطلاحاً تعني التعذيب والإيذاء أو الإمتحانات الصعبة؛ ولكن في الآية المطروحة للبحث تعني العذاب والأذى.
ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الشريفتان أولاً: سيقهر الله أصحاب الأخدود وكل المجرمين هواة التعذيب في التاريخ.
ثانياً: تحملت النساء المؤمنات التعذيب والأذى إلى جانب الرجال.
ثالثاً: يقبل الله التوبة؛ حتى وإن جاءت بعد فترة طويلة.
رابعاً: يجب أن تتلازم البشارة والإنذار وتكونا معاً.
خامساً: جزاء الإحراق هو الإحراق.
سادساً: للكفار المجرمين عذابان؛ عذاب الكفر وعذاب الإجرام.
وسابعاً: الدنيا عابرة؛ سرور الظالمين عابر وكذلك عذابات المؤمنين، فكروا في الآخرة حيث عذابها وثوابها أبدي.
إخوة الإيمان، الى هنا نصل وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم "نهج الحياة" فحتى الملتقى في الحلقة القادمة دمتم في رعاية الله وفي أمانه وحفظه تعالى.