Nov ٠٦, ٢٠٢٣ ٠٥:٤٦ UTC
  • 1081_1- سورة الشرح

نهج الحياة – 1081

تفسير موجز لسورة الشرح


بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين على نعمائه سيما نعمة الهدى والإيمان، ثم أفضل الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء سيدنا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية طيبة مباركة لكم أينما كنتم في هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنقدم لحضراتكم فيها تفسيراً ميسراً لسورتي الشرح والتين المباركتين فابقوا معنا مشكورين..
بداية، أحبة الخير والإيمان، ننصت وإياكم الى تلاوة سورة الشرح المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم... أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{8}

يقول تعالى في السورة السابقة لهذه السورة أي سورة الضحى (ما ودعك ربك) ويقول في هذه السورة: كيف يتركك من أنعم عليك بأكبر لطف ونعمة ألا وهو شرح الصدر.

و"شرح الصدر" أيها الأكارم، يعني توسيع الصدر وارتفاع مستوى تحمل الإنسان حتى يقدر على تحمل الأزمات والصبر عند المشكلات والمصاعب.

ومن لطائف هذه الآيات أنه عندما اختار الله تعالى النبي موسى (ع) للرسالة كان أول ما طلبه من الله هو سعة الصدر حين قال (رب اشرح لي صدري) ولكن نبي الإسلام حاز اللطف الإلهي دون أن يطلب وأعطاه الله سعة الصدر.

أما المقصود من الحمل الثقيل أو "الوزر" الذي رفعه الله تعالى عن النبي بشرح صدره هو مسؤولية الرسالة ودعوة الناس إلى التوحيد ومحاربة الفساد والشرك والخرافات.

والمصداق لقوله تعالى (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ..إلى.. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) هو أن الناس كانوا يدخلون في الإسلام أفواجاً أفواجاً؛ وانتصر الإسلام في غزوات بدر والخندق وحنين ومع أن بعضهم كان منافقاً أو جباناً، إلا أن الإسلام كان في نمو مستمر. وكان الإمام علي (ع) في أغلب الأوقات يرفع هذا العبء عن كاهل النبي الأكرم (ص).

كما تشير الآيات إلى أن العسر سبب لليسر، وقد تكون كلمة (مع) بمعنى سبب، أي أن كل صعوبة تحمل في طياتها التجارب البناءة.
ومن تعاليم هذه السورة المباركة أيها الكرام، يمكن الإشارة أولاً: سعة الصدر عامل مهيئ للقيام بأعباء الرسالة الثقيلة.

ثانياً: محاربة الخرافات والعادات والتقاليد الجاهلية، أمر ثقيل جداً.

ثالثاً: السمعة الحسنة والمقام الرفيع من لوازم النجاح في قيادة المجتمع.

رابعاً: يجب على الإنسان بعد أن ينتهي من أي مسؤولية، أن يهيئ نفسه لتحمل مسؤولية أخرى وسعي آخر.

خامساً: ينبغي على المرء بذل أقصى ما في وسعه في سبيل الوصول الى الله عزوجل.

وسادساً: الله وحده هو من يستحق الرغبة فيه والميل إليه.

كلمات دليلية