1085_1- سورة الزلزلة
نهج الحياة – 1085
تفسير موجز لسورة الزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطياب الأبرار.. مستمعينا الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات وأهلاً بحضراتكم في حلقة أخرى ضمن برنامج "نهج الحياة" حيث سنقدم لكم فيها بإذنه تعالى تفسيراً موجزاً لسورتي الزلزلة والعاديات المباركتين حيث نستهل البرنامج بالإستماع الى تلاوة سورة الزلزلة المباركة فتابعونا على بركة الله...
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8}
الأثقال في الآية الثانية، أيها الكرام، هم الأموات الذين يخرجون من الأرض في يوم القيامة، مثلما جاء في آية أخرى (وألقت ما فيها وتخلت).
كما تشير السورة الى أن الناس يحضرون في يوم القيامة بشكل متفرق، مثلما جاء في آيات أخرى: (أشتاتا) (كأنهم جراد منتشر) (كالفراش المبثوث) وربما يكون ذلك بسبب مصاحبة كل منهم لمن اختاره في الدنيا قائداً وولياً، وإما لأن ذلك اليوم هو يوم الإمتياز الكامل بين الصالحين وغيرهم.
وجاء في الروايات، أعزاءنا المستمعين، أن الأرض تشهد على النحو التالي حيث تقول: أنجز فلان بالوقت الفلاني، العمل الفلاني فوقي.
وأما كلمة "مثقال" من "ثقل" بمعنى ميزان القياس، وقد تكون كلمة "ذرة" بمعنى النملة أو بمعنى الجزيئات الخفيفة المتطايرة في الهواء، وعصرنا هذا يطلق على الجزء الصغير من الأجسام وهو المركب من نواة وإلكترونات، وعلى أي حال فإن المقصود بها هو أصغر وحدة للوزن.
وتدل شهادة الأرض في يوم القيامة على أن الأرض حالياً تدرك ما نقوم به عن علم، وفي ذلك اليوم تقول ما تعلمه بأمر ووحي إلهي. وإضافة الزلزال الى الأرض فيها إشارة الى العظمة، وكذلك فيها إشارة إلى إنتشاره وشموله الأرض كلها؛ فجاءت عظمة هذا الزلزال في الآية الأولى من سورة الحج المباركة، ونقرأ في الخطبة السابعة والخمسين بعد المئة من نهج البلاغة (عباد الله احذروا يوماً تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال).
ومما تعلمه إيانا هذه السورة المباركة أيها الكرام، أولاً: يسد في يوم القيامة أي سبيل أمام الإنكار.
ثانياً: كل الناس سواسية في محكمة العدل الإلهية.
وثالثاً: مهما كان العمل صغيراً، فإن له حساباً وكتاباً؛ لذا لا تستصغروا الذنوب ولا الطاعات.