Nov ٠٧, ٢٠٢٣ ٠٥:١٤ UTC

نهج الحياة – 1085

تفسير موجز لسورة العاديات 

أحبة الإيمان، بعد ختام تفسير سورة الزلزلة المباركة ننتقل إلى سورة العاديات، فلننصت معاً خاشعين الى تلاوة هذه السورة المباركة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً{4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً{5} إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ{6} وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ{7} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ{8} أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ{9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ{10} إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ{11}

"العدو" أيها الأفاضل، هو التجاوز وعدوت الشيء بمعنى تجاوزته، ويطلق على الركض (عدو) لأن فيه تجاوزاً عن حد الحركة العادية. والـ (الضبح) بمعنى صوت نفس الحصان. والـ (قدح) بمعنى إشعال النار بضرب الحجر وقدحه بالصوانة.

 

و"المغيرات" أيها الكرام، من "إغارة" بمعنى الهجوم السريع. و(صبحا) كناية عن مباغتة العدو وإخفاء زمن الهجوم. أما "أثرن" فمن "الإثارة" بمعنى النشر، و"النقع" هو الغبار، و"كنود" بمعنى كفور. وتحمل كلمة "بعثر" أيها الأعزة، معنى البعث والإثارة أي الإستخراج والتقليب. و"حُصّل" بمعنى إخراج النواة من القشرة والتفريق بين الخصال السيئة والحسنة عن بعضها في ذلك اليوم.

وانتقد القرآن الكريم البخل والتعلق الشديد بمال الدنيا؛ لأنه السبب في نسيان الآخرة ونسيان المحرومين. وعبّر القرآن عن مال الدنيا بكلمة "الخير" (لحب الخير) ليفهم الناس أنه يجب تحصيل المال من طريق الخير وصرفه في طريق الخير وبنية الخير وبأسلوب خيّر.

ومما نستقيه من منهل هذه السورة المباركة أولاً: إن للجهاد والدفاع قيمة عظيمة لدرجة أن الله تعالى أقسم بصوت أنفاس خيول المجاهدين.

ثانياً: السرعة في العمل، أمر له أهميته وقيمته في الجهاد ضد العدو.

ثالثاً: ينبغي إستغلال غفلة العدو لمهاجمته.

رابعاً: يضع الجحود وحب المال الإنسان في الجبهة المقابلة للحق.

وخامساً: لأن الله تعالى خبير، فإن حسابه دقيق أيضاً.
مع نهاية تفسير سورة العاديات المباركة، نصل وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج (نهج الحياة) فحتى الملتقى في حلقة قادمة وتفسير ميسر آخر من آيات الذكر الحكيم، دمتم بخير وفي أمان الله.

 

 

كلمات دليلية