1086- سورة القارعة
نهج الحياة – 1086
تفسير موجز لسورة القارعة
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين,,, حضرات المستمعين سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أينما كنتم وأنتم تستمعون من إذاعتكم، إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، الى حلقة جديدة ضمن برنامج "نهج الحياة" حيث سنقدكم لكم فيها تفسيراً ميسراً لسورتي القارعة والتكاثر المباركتين، فتابعونا مشكورين..
أيها الأفاضل، نشرع لقاءنا هذا على بركة الله، بالإستماع الى سورة القارعة المباركة،، فالنستمع معاً..
بسم الله الرحمن الرحيم
الْقَارِعَةُ{1} مَا الْقَارِعَةُ{2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ{3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ{5} فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ{8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ{10} نَارٌ حَامِيَةٌ{11}
"القارعة" أيها الكرام، من القرع بمعنى دق الشيء وضربه بشيء آخر، والقارعة إحدى أسماء يوم القيامة، لأن القيامة تبدأ بصيحة قارعة وعذابها قارع.
وجاء في الروايات أن الإمام علياً (ع) وأبناءه المعصومين هم الميزان والمعيار لحساب أعمال الإنسان يوم القيامة.
وقد يكون السبب في استخدام كلمة "موازين" بصيغة الجمع هو أن أعمال الإنسان المختلفة، تُقاس بوسائل مختلفة ولكل عمل ميزانه الخاص.
وكلمة "موازين" أيها الأكارم، جمع ميزان ويعني وسيلة القياس، وجلي أن أعمال الإنسان ليست أمراً مادياً وليس لها وزن وكتلة لتقاس بالموازين العادية، وإنما لكل عمل من الأعمال معيار للقياس، خاص به.
وتشير هذه السورة كما أن الأم ملجأ لكل الأولاد، ولكن هنا جهنم هي ملجأ بعض البشر ومأواهم. و"هاوية" من هوى بمعنى السقوط، وجهنم هي محل سقوط بعض الناس. كما تشير الى أن الجبال مختلفة الألوان قد تتفتت وتتكسر فتصبح كالصوف المنفوش؛ ومنفوش من (نفش) بمعنى فتح الصوف عن بعضه ونفشه حتى تتفكك كل أجزائه عن بعضها.
وقد يكون المقصود من (ثقلت موازينه) و(خفت موازينه) قيمة العمل وكيفيته وقد يكون المقصود، قلة العمل أو كثرته.
ولقد تعلمنا هذه السورة الشريفة أن القيامة، قارعة للمستكبرين والمتكبرين؛ وهي أبعد من فكر البشر، حتى النبي (ص) لا يعلم عنها من دون بيان من الله تعالى.