Nov ٠٧, ٢٠٢٣ ٠٥:٣٤ UTC

نهج الحياة – 1087

تفسير موجز لسورة العصر 

 

بسم الله وله الحمد كله، ثم الصلاة والسلام على خاتم أنبياء الله والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين وأصحابه المنتجبين.. مستمعينا الأكارم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أينما كنتم وأنتم تتابعون سلسلة حلقات برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنقدم لحضراتكم في هذه الحلقة من البرنامج تفسيراً موجزاً لسورتي العصر والهمزة المباركتين فتابعونا على بركة الله...
أما الآن، إخوة الإيمان، نستمع وإياكم الى تلاوة سورة العصر المباركة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

 وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}

أيها الأحبة، نقل في حديث عن الإمام الصادق (ع) أن المقصود من العصر، خروج المهدي (عج)، وذهب بعض إلى أن المقصود من العصر، هو عصر ظهور الإسلام، وأخذ بعض آخر العصر بمعناها اللغوي أي الضغط، لأن الضغوط هي التي تؤدي بالإنسان إلى السعي والإبتكار وتُذهب غفلته، وقال آخرون إن المقصود من عصر، عصارة وجود الإنسان أي الإنسان الكامل، وقيل إنها صلاة العصر.

وتشير هذه السورة إلى أنه يمكن تعويض الخسارة المالية، ولكن الخسارة الإنسانية أعظم خسارة.

وقد يُصاحب توصية الناس بالحق، آثار أليمة لذا يجب مواجهتها بالصبر والثبات.

وقيل أن الإنسان في الدنيا كبائع الثلج، يذوب رأسماله في كل لحظة ويجب أن يبيعه في أسرع وقت ممكن وإلا فإنه سيخسر.

كما تشير هذه السورة المباركة إلى أنه على الرغم من أن التواصي بالحق والصبر من الأعمال الصالحة، إلا أنهما عرضا بشكل منفرد لبيان أهميتها، وكذلك الصبر والثبات حق وتشمله آية (وتواصوا بالحق) إلا أن الصبر ذكر بصورة مستقلة لأهميته.

ومن تعاليم هذه السورة المباركة يمكن القول أولاً: الزمان ذو قيمة وقد أقسم الله تعالى به، فلنعتبر إذاً من عِبَره.

ثانياً: الطريق الوحيد للوقاية من الخسارة هو الإيمان والعمل الصالح.

ثالثاً: لا يكفي أن يفكر الإنسان في نفسه فقط، بل يفكر المؤمن في إرشاد الآخرين.

رابعاً: الإيمان مقدم على العمل، كما أن بناء النفس مقدم على بناء المجتمع.

وخامساً: إقامة الحق تحتاج إلى الثبات. 

كلمات دليلية