1087_2- سورة الهمزة
نهج الحياة – 1087
تفسير موجز لسورة الهمزة
مستمعينا الأفاضل، أما الآن ننصت معاً خاشعين الى تلاوة سورة الهمزة المباركة..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ{1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ{2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ{3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ{4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ{5} نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ{6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ{7} إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ{8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ{9}
مفردة "همزة" أيها الكرام، من (همز) بمعنى السخرية من الآخرين عن طريق العين والحاجب و"اللمز" هو السخرية باللسان، والتاء في آخر الكلمتين، للمبالغة مثل (ضحكة) أي الشخص الذي يضحك كثيراً.
و"الحطم" يعني التفتت والتكسر بشكل كامل. وتُطلق كلمة "مؤصدة" على الحفرة التي تُحفر في الجبل ويُغلق بابها بإحكام.
وقد يكون المقصود من "عمد ممدة" عزيزي المستمع، هي المسامير الطويلة التي يدقها الجلادون في الناس لتعذيبهم وسجنهم، أو يكون المقصود ألسنة اللهب العظيمة الممتدة كالأعمدة العالية.
كما تشير هذه السورة الشريفة إلى أن السخرية والإستهزاء حرام وممنوع بأي شكل كان، في غياب الشخص أو حضوره، باللسان أو بالإشارة، سواء بقصد الجد أم الدعابة، كبيراً كان أم صغيراً.
ومما تعلمه إيانا هذه السورة المباركة أولاً: من آفات امتلاك الثروة وأخطارها، تحقير الآخرين.
ثانياً: المسائل الأخلاقية جزء من الدين، وعلى الإنسان المؤمن أن يتحكم بنظراته ولسانه.
وثالثاً: لا يسلط الله النار على الجسم فقط، بل تنفذ إلى أرواح المجرمين وقلوبهم بقوله عز من قائل (نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) أجارنا الله وإياكم منها.
إلى هنا، إخوتنا المستمعين الأكارم، نصل وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء قادم وتفسير ميسر آخر من آيات القرآن الكريم نستودعكم الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.