1088_3- سورة الماعون
نهج الحياة – 1088
تفسير موجز لسورة الماعون
أما الآن، أحبة الخير والإيمان، ندعوكم للإستماع الى تلاوة سورة الماعون المباركة...
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7}
أيها الأكارم، تصف هذه السورة المباركة، الأفراد السيئين بأنهم ينظرون نظرة سيئة الى الدين ويتعاملون مع المسكين واليتيم بسلبية ويطردونهم وليسوا مخلصين ويؤدون عباداتهم بطريقة سيئة ولا يخدمون الناس.
والمقصود هنا من الدين، هو يوم القيامة؛ والدعّ هو الطرد بقسوة والحض هو التشجيع وترغيب الآخرين.
والمقصود من التكذيب هنا، أعزتنا المستمعين، التكذيب بالقلب لا بالقول؛ لأن المخاطبين بالسورة هم أشخاص يصلون، ولكن صلاتهم فيها رياء وتظاهر وسهو وغفلة.
أما "الماعون" من (معن) بمعنى الوسائل والأدوات التي يعيرها بعض الجيران عادة الى بعضهم الآخر؛ ليقضوا حاجاتهم، مثل قدور الطبخ في الولائم.
كما تشير سورة الماعون الى أن الدين مجموعة واحدة متكاملة، لا تفصل الصلاة عن إطعام المسكين ومساعدة المحروم.
وقد جاء في الروايات أن السهو بمعنى التهاون في الصلاة وتركها وإضاعتها.
ومما نستقيه من هذه السورة المباركة أولاً: التكذيب العملي ليوم القيامة من قبل أهل الإيمان، أمر باعث على التعجب والتساؤل بقوله تعالى (أرأيت الذي..)
ثانياً: مراعاة اليتيم والإهتمام بالجوعى والمحرومين، علامة الإيمان ومن لا يهتم يكون بلا دين.
ثالثاً: ليس لكل صلاة قيمة، ولا يدخل كل من صلى الى الجنة.
ورابعاً: البخل علامة فارقة عند منكري المعاد، إذ إنهم يمتنعون حتى عن إعارة الأشياء البسيطة عديمة القيمة ويبخلون.إلى هنا، مستمعينا الأفاضل، نصل الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى الملتقى في حلقة أخرى دمتم بخير وسلام وفي أمان الله.