Nov ١١, ٢٠٢٣ ٠٧:٣١ UTC

نهج الحياة – 1090

تفسير موجز لسورة النصر 
 

أما الآن، أحبة الإيمان، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة سورة النصر المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}

أيها الأكارم، ذهب أكثر المفسرين إلى الربط بين هذه السورة وبين فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، إذ ظهر لكثير من الناس أحقية الإسلام فآمنوا به وحسن إيمانهم، في حين تظاهر بعض آخر بالإيمان. وقد ذكر القرآن نوعين من الدخول في دين الله: أحدهما دخول الناس في الدين الذي ورد في هذه السورة والآخر هو دخول الإيمان في قلوب الناس كما ورد في سورة الحجرات (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

ونقرأ في الحديث، أيها الكرام، أنه عند فتح مكة، دخل النبي (ص) الى المسجد الحرام أولاً وأقام الصلاة فيه.

وتشير هذه السورة الشريفة الى أن الفتح والنصر الحقيقي من عند الله تعالى، فلا تتكلوا على الأدوات والتجهيزات والقوى البشرية، فقد تكون كل الإمكانات موجودة ومع ذلك تهزمون (وما النصر إلا من عند الله).كما تشير الى أن الإستغفار إما لتنوير القلب أكثر، وإما لتخفيف من نشوة النصر وغروره، وإما لغفران ذنوب الأمة، وإما لمعرفة النبي الرفيعة بالله تعالى.